بين تحدّي العادات والتقاليد، وقصص الحب ومواجهة الإرهاب، والبحث في المواضيع الاجتماعية الشائكة مع الكثير من نفحات الكوميديا، تتأرجح حكايا الدراما الخليجية في رمضان 2016. لا علامات فارقة في الموسم الحالي، سوى التوجّه إلى الاقتباس عن الرواية لصالح الدراما التلفزيونية. وعدا ذلك، يبقى الحال على ما هو عليه. مسلسلات جديدة تحمل راية بطولاتها نجمات كبيرات، ما بين الجيلين المخضرم والجديد. ورغم كل الصعوبات وقرار الرقابة الكويتية بمنع تصوير مسلسل «ساق البامبو»، إلا أنّ النجمة الكويتية سعاد العبدالله ستؤدي بطولة القصة المأخوذة عن رواية سعود السنعوسي الفائز بجائزة «بوكر» العربية في عام 2013. ويشاركها بطولة العمل الذي صوِّر بين دبي والفيليبين تحت إدارة المخرج محمد القفاص، كل من شجون الهاجري، وهند البلوشي، وعبد المحسن عبد النمر. «ساق البامبو» الذي يحكي قصة شاب خليجي يبحث عن هويته الضائعة ما بين أمّه الخادمة الفيليبينة (المسيحية) ووالده الروائي الكويتي الشهير والثري (المسلم)، لن يُعرض على أي شاشة كويتية. ويؤدي شخصية الشاب نجم الستاند آب كوميدي الكوري ــ الأردني ونهو تشونغ، الذي يخوض تجربة التمثيل للمرّة الأولى، متحدثاً بثلاث لغات: العربية والفيليبينية والإنكليزية. تجدر الإشارة إلى نجاح تجربة ونهو في تقديم البرامج، بعدما عرض برنامجه الترفيهي ــ السياحي «ونهو حول العالم» عبر شبكة التلفزيون «العربي». المسلسل وجد مكاناً له على خارطة العرض في الموسم الرمضاني على شاشات عدة منها «دبي الأولى»، وmbc، و«الراي»، و«الظفرة»، و«الشارقة»، و«سما دبي»، وتلفزيون «عُمان».
أما النجمة الكبيرة حياة الفهد، فتصارع موروث التقاليد والعادات التي كانت تسود الكويت قديماً، في مسلسل من كتابتها، تحت عنوان «بياعة النخي» (التلفزيون الكويتي، «osn يا هلا»)، فيما يشاركها البطولة كل من هند البلوشي، وصلاح الملا، تحت إدارة المخرج شعلان الدباس.
بمشاركة زوجها الممثل المخضرم حبيب الغلوم، تعود النجمة البحرينية هيفاء حسين بدور رومانسي لكن ضمن قالب سياسي، في مسلسل «خيانة وطن» («أبو ظبي»، «الإمارات») المأخوذ عن رواية «ريتاج» لحمد الحمادي التي تخطّى فيها الخطوط الحمر، ما انعكس على العمل نفسه. من خلال هذا المسلسل، تكون الدراما الخليجية قد أحرزت تطوّراً ملموساً في جرأة الطرح، إذ لطالما تجنّب صنّاعها ملامسة الأنظمة السياسية. تولّى يعقوب أحمد المقلة إخراج العمل الذي يحاكي مرحلة خطيرة في تاريخ الإمارات، ما بين 2009 و 2013، حين تم القبض على تنظيم الإخوان المسلمين السري. يُعرض «خيانة وطن/ ريتاج» على قنوات «أبو ظبي» و»الإمارات».
من جهتها، تحتل النجمة العُمانية بثينة الرئيسي مساحتها الخاصة على خارطة الدراما الاجتماعية الخليجية في عدد من الأعمال، منها «بياعة النخي» مع حياة الفهد، كما تطل في مسلسل «الجنة بعد قليل» («سما دبي») الذي يستند إلى نص لمحمد حسن أحمد يسلط فيه الضوء على تداعيات انتشار الإرهاب على المجتمع الخليجي.
وبعد غياب سنوات، تعود النجمة العراقية مريم حسين إلى ساحة الدراما الرمضانية بشخصية الشريرة في مسلسل «خطوات الشيطان» (قصة عادل صادق، وسيناريو وحوار أسمهان توفيق، وإخراج حمد سعيد البدري) ويقف أمامها الممثل غازي حسين، ومشاري البلام، وشهد الياسين. يذكر أنّ مريم من أصول مغربية ــ عراقية، ومولودة في الإمارات.
ومن بين المسلسلات الخليجية التي سنتابعها في شهر الصوم، «حارة الشيخ» (تأليف بندر باجبع، وإخراج المثنى صبح ــ mbc)، من بطولة النجوم محمد بخش، وخالد الحربي، ومريم الغامدي، وهو عبارة عن قصة شعبية مستوحاة من تاريخ الحجاز عندما كان تحت سطوة الاحتلال العثماني منذ نهايات القرن الثامن عشر حتى عام 1915. وسبق لصبح أن قال لـ «الأخبار» إنّ هذا العمل يقترح مواكبة للحياة الاجتماعية في تلك المنطقة والعقلية السائدة بين أهلها، مشدداً على أنّ «غالبية الممثلين من مدينة جدة يتحدثون بلهجة بيضاء مفهومة تماماً بالنسبة إلى المشاهد العربي» (الأخبار 7/4/2016).
ولن يغيب نجم الكوميديا السعودي ناصر القصبي عن رمضان طبعاً، إذ سيطل من خلال «سيلفي 2» (تأليف خلف الحربي، وإخراج أوس الشرقي ــmbc) إلى جانب بشير الغنيم، وهيا الشعيبي، وريم عبد الله، ومحمد الطويان، وعبد الإله السناني. يتناول المسلسل العديد من القضايا الاجتماعية الخليجية خصوصاً والعربية عموماً، لكن بجرأة أكثر من الجزء الأوّل، ساخراً مما يجري ومحاولاً وضع حل للمشكلات المطروحة.
من جانبها، فازت «روتانا» بمسلسل «سناب شاف» (إخراج عبد الخالق الغانم) لأسعد الزهراني ومروة محمد، وبالجزء الخامس من «شباب البومب» (تأيف ورشة كتابة عبد العزيز الفريحي وسامي مزيد وعبدالله الوليدي ومحمد الفهادي ومحمد الغزي، وإخراج سمير عارف) الذي ينتجه ويؤدي بطولته فيصل العيسى، مع شعيفان محمد، وعبد العزيز الفريحي، ومهند الجميلي، وسلمان المقيطيب، وعلي المدفع، وعبد الرحمن الرقراق... يناقش المسلسل الكثير من القضايا التي تهمّ الشباب، ويطرح مشاكل اجتماعية وتعليمية واقتصادية وصحية وترفيهية ورياضية، في قوالب فنية تجمع ما بين الكوميديا والتراجيديا.
وقد اكتفى التلفزيون السعودي بعرض عمل واحد، هو «الدروازة ــ مستر كاش» لبطل الكوميديا عبد الله السدحان والمخرج اللبناني أسد فولادكار.
بالتأكيد، يبقى للكوميديا الخليجية مكانة خاصة عند الجمهور، وعلى هذا الأساس اجتمعت في الكويت النجمة هدى الحسين مع الممثلة الكوميدية هيا الشعيبي، والأردنية عبير عيسى في نص لنجاة حسين تحت عنوان «المحتالة» (إخراج محمد العوالي ــ حصرياً على تلفزيون الكويت)، في حين تعرض «دبي الأولى»، و«mbc دراما»، و«الراي»، و«الظفرة» مسلسل «جود»، وهو العمل الثاني لهدى حسين في رمضان 2016، بمشاركة النجم السعودي عبد المحسن عبد النمر.
وهناك أيضاً «بين قلبين» المقتبس عن رواية الكاتبة علياء الكاظمي (سيناريو وحوار عادل الجابري، وإخراج سائد الهواري ــ «mbc دراما»، و«الراي»، و«دبي الأولى»)، من بطولة انتصار الشراح، وصمود الكندري. في المقابل، يعرض التلفزيون الكويتي مسلسل «أحلام وردية» (كتابة أنفال الدويسان، وإخراج عبدالله التركماني) و«باب الريح» (كتابة محمد حسن أحمد، وإخراج علي العلي) للنجم سعد الفرج. يذكر أنّ المسلسل الثاني سيظهر أيضاً على شاشات «البحرين»، و«الكويت»، و«الراي»، و«الشارقة»، و«عُمان».
الممثلة المخضرمة أسمهان توفيق، ستطل على شاشة التلفزيون الكويتي في عملين: الأوّل حصري يحمل اسم «الوجه المستعار» (تأليف تهاني الغامدي، وإخراج نور الضوي) بصحبة النجم حسين المنصور ونخبة من الممثلين الخليجيين، والثاني بصحبة الممثل القدير جاسم النبهان تحت عنوان «أغراب» (تأليف ضيف الله زيد، وإخراج حسين أبل). ويتجه مسلسل «حالة خاصة» (إخراج عمار رضوان. بطولة الكويتية هيا عبد السلام وفؤاد علي ــ تلفزيون الكويت) إلى تكريس توجّه جديد في الدراما الخليجية، بحيث تصدّى للنص الكاتب التركي أورهان توران.
ولمحبّي الممثل الكويتي القدير سعد الفرج، يمكنهم متابعة مسلسله «لقيت روحي» (تأليف نوال العامر، وإخراج خالد جمال) على شاشة «osn يا هلا». وبعيداً من تعداد أعمال كبار نجوم الدراما الخليجية الذين دخلوا حلبة المنافسة الرمضانية، تنتشر بعض الإنتاجات الأخرى على الفضائيات الخليجية. هكذا، وعلى مدار المواسم المتتالية، لم تتمكن الدراما الخليجية إلى اليوم من تخطّي حاجز المحلية، والانتشار نحو جمهور خارج دول مجلس التعاون الخليجي كما شاشاته، على الرغم من تجييش الطاقات والإمكانات الضخمة من الناحية التقنية والإنتاجية، وارتكاز معظم هذه الأعمال من الناحية الفنية على النص المتقن والإخراج الجيّد، فضلاً عن الحضور المتميّز لكبار نجوم التمثيل من أهل هذه المنطقة.