الأزمة وصلت الى القناة السعودية

  • 0
  • ض
  • ض

يبدو أن العواصف التي تضرب قناة «العربية» متسارعة ومفاجئة، وتطرح العديد من الأسئلة عن مستقبل المحطة السعودية. في بداية العام الحالي، استحوذت «الشركة السعودية للأبحاث والنشر» التي يملك محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود (وليّ وليّ العهد) أكثر من نصف أسهمها، على قناة «العربية». يومها، كشفت المصادر لـ «الأخبار» أنّ الشراكة الجديدة سينجم عنها دمج «العربية» وmbc ومطبوعات «الشركة السعودية للأبحاث والنشر» (الأخبار 6/1/2016).

الخبر بقي طيّ الكتمان، لكن الصحف الخليجية أفردت له مساحة كبيرة على اعتبار أن الشراكة الجديدة ستعزز الأذرع الإعلامية لوليّ وليّ العهد. على المنوال نفسه، استفاق العاملون في بيروت أوائل نيسان (أبريل) الماضي، على قرار إقفال مكتب «العربية» وتسريح جميع العاملين فيه الذين يبلغ عددهم 27 بين إعلامي ومصوّر وتقني (الأخبار 2/4/2016). حينها أرجع العاملون في المحطة الإقفال إلى «أسباب أمنيّة، وخوفاً على حياة العاملين فيه». لكن تلك الحجّة لم تُقنع أحداً، ليتضح لاحقاً أن أسباب الإقفال عدّة، أهمّها ماديّ، ومنها ما يتعلّق بفيلم «حكاية حسن» (الأخبار 20/2/2016) الذي تناول سيرة السيد حسن نصر الله وبثّ في شهر شباط (فبراير) الماضي. على المنوال نفسه، تابعت «العربية» إغلاق مكاتبها، وقبل أيام أقفلت مكتبها في غزة وسرّحت جميع العاملين فيه وهم 8. أبلغت الوسيلة الإعلامية موظفيها عبر رسالة إلكترونية بأنّه «جاء الوقت لاتخاذ القرار الصعب علينا بعد استنفاد كل المحاولات لإعادة المكتب الذي أغلق قسراً كما تعلمون، بحكم القوة من الجهة المسيطرة على الشارع في غزة». لم تتوقّف الأحداث في «العربية» عند هذا الحدّ، بل وصلت موجة الصرف فيها إلى العاملين لديها في مكتبها بدبي (الإمارات).


أكّد ناصر
الصرامي تركه
القناة عبر تغريدة على تويتر
يوم الثلاثاء الماضي، كان يوماً عصيباً على «العربية»، وربما من أصعب الأيام التي مرّت على المحطة منذ تأسيسها عام 2003، لأنها شهدت أوّل عملية صرف للموظفين الذين كانت غالبيتهم من مؤسّسي القناة. الأجواء المحبطة سيطرت على «العربية» بعد اتخاذ قرار الصرف، لكن المضحك المبكي أن المحطة حاولت أن تعلن الخبر لموظفيها بطريقة مفاجئة، فجلبت سيارة إسعاف إلى مدخل المبنى خوفاً من ردّ فعل المصروفين. علماً أن عدد المصروفين 17 (تحدّثت بعض الأرقام عن 40) وغالبيتهم من أصحاب الرواتب المرتفعة ومن العاملين في مجموعة mbc منذ تأسيسها. مع انتشار الخبر، جرى تداول اسم اللبنانية نيكول تنوري، وهي من أقدم الإعلاميات في قناة mbc، وانتقلت إلى «العربية» لاحقاً لتقدّم برنامج «نهاية الأسبوع». لكن مصدراً يكشف لـ «الأخبار» أن اسم تنوري لم يرد في اللائحة، مؤكّداً أنّ جنسيات المصروفين متنوّعة، وأهمّهم مدير العلاقات العامة والمتحدّث السابق باسم «العربية» السعودي ناصر الصرامي، واللبنانية جيزيل حبيب أبو جودة، وغالب درويش المسؤول عن القسم الاقتصادي في الموقع الإلكتروني لقناة «العربية». إذاً، يبدو أنّ الأزمة المالية التي تعصف بالخليج وضربت مؤسسات إعلامية كثيرة في الإمارات، قد وصلت إلى أروقة القناة السعودية... فهل تنتهي الأمور هنا، أم أن هناك دفعة أخرى من المصروفين كما أشارت بعض التقارير الصحافية؟

0 تعليق

التعليقات