رسالة كان | ألمودوفاد يطرق باب التراجيديا والأخوان داردين في فخ الميلودراما

  • 0
  • ض
  • ض

كان | عقدة الذنب وتأنيب الضمير شكلا التيمة المركزية في فيلمين دخلا معترك السباق على السعفة الذهبية بالتزامن أمس ضمن فعاليات «مهرجان كان السينمائي الدولي»، وهما: «خولييتا» لبيدرو ألمودوفاد، و»الفتاة المجهولة» للأخوين لوك وجان بيار داردين.

وإذا كان صاحب «كل شيء عن أمي» (جائزة أفضل إخراج ـــــ كان ـــ ١٩٩٩) وفّق في أن يطرق باب التراجيديا بامتياز، في جديده هذا، الذي يعود فيه على خطى أفلام الدراما العائلية التي صنعت شهرته، من خلال روائعه الأشهر: «تحدث معها» (٢٠٠٢)، و»تربية سيئة» (٢٠٠٤)، و»العناق الكسير» (٢٠٠٩)، فإن الأخوين البلجيكيين أرادا أن يواصلا من حيث انتهت تحفتهما قبل الأخيرة «يومان وليلة» (٢٠١٤). لكنهما وقعا في فخ الميلودراما الفاقعة التي أفسدت متعة الصنعة المينمالية المحبكة التي لطالما شكلت البصمة المميزة لهذين السينمائيين اللذين ينتميان الى النادي الضيق لكبار صناع السينما ممن سبق لهم أن نالوا السعفة الذهبية مرتين.
نجح ألمودوفاد في أن يلج محراب التراجيديا بامتياز، من خلال شخصية «خولييتا»، الأم السيتينية الموجوعة بآلام عمر كامل، بداية من مقتل زوجها، على اثر مشاجرة بينهما دفعته الى ركوب البحر في قلب العاصفة، ليغرق به قارب الصيد الذي لطالما استمتعت بمرافقته على متنه في ساعات الصحو والسعادة، وصولاً الى الاختفاء الطوعي لابنتها. الأخيرة تقطع أواصر علاقاتها بمحيطها العائلي، طيلة عقد كامل، متأثرة بالجرح الغائر الذي شكله مقتل والدها في الوقت الذي كانت فيه مستمتعة بالعطلة الصيفية برفقة صديقات شبابها.


مشهد من فيلم «الفتاة المجهولة» للاخوين داردين

أما الأخوان داردين، فقد سعيا من خلال جديدهما «فتاة مجهولة» ــــــ كما سبق أن فعلا ذلك بامتياز في سعفتيهما الذهبيتين «روزيتا» (١٩٩٩)، و»الطفل» (٢٠٠٥) ــــ إلى كشف عورات المجتمعات الليبرالية الغربية، من خلال شخوص من المهمشين والمسحوقين، الذين يقاتلون لتحقيق ذواتهم عبر مقارعة المجتمع المهيمن والالتفاف على قوانينه المجحفة، عبر مختلف وسائل النصب والاختيال. اختار التوأم البلجيكي هنا شخصية طبيبة (أديل هانيل) ترفض الالتحاق بعيادة فخمة، مفضلة أن تخلف أستاذها في مستوصف بسيط يعنى بالفقراء والمعدمين. وإذا بها في لحظة تعب وتوتر ترفض فتح الباب لشابة تستجير بالمستوصف ليلاً، خارج أوقات الدوام. لاحقاً، تعرف أنّ تلك الشابة اللاجئة قتلت في ظروف غامضة. يدفع بها تأنيب الضمير إلى محاولة مساعدة الشرطة بأقصى جهدها، لمعرفة هوية تلك «الفتاة المجهولة» وإبلاغ عائلاتها بوفاتها. لكن خاتمة الفيلم، التي تلتقي فيها الطبيبة بشقيقة الفتاة المقتولة، وتبكيان معاً من شدة الاحساس بالذنب، جاءت مغرقة في الطابع الميلودرامي الفاقع، مما خيب توقعات النقاد بشكل سيفوّت الفرصة حتماً - هذه السنة على الأقل - على التوأم البلجيكي ليكونا أول سينمائيين يحصدان السعفة الذهبية ثلاث مرات!

  • «خولييتا» لبيدرو ألمودوفاد

    «خولييتا» لبيدرو ألمودوفاد

  • «خولييتا» لبيدرو ألمودوفاد

    «خولييتا» لبيدرو ألمودوفاد

0 تعليق

التعليقات