بدءاً من الأمس، انطلقت سلسلة فعاليات ثقافية بتنظيم من «متحف حضارات أوروبا ودول البحر المتوسط» MUCEM في مرسيليا الفرنسية. أسماء مهمّة في فنون وكتابات بيروت المعاصرة، وأعمال متنوّعة ستقدم عاصمة الذكريات والحروب، من خلال عروض حيّة، وتجهيزات فنية، وندوات، وعروض سينمائية وموسيقية تستمر حتى 26 حزيران (يونيو) بعنوان «بيروت يا بيروت».«كيف ندخل الى المدينة؟ كيف نكتشف ايقاعها ونشعر بنبضاتها؟» سؤال طرحه تييري فابر، مدير قسم البرمجة والعلاقات الدولية في Mucem. يذكر فابر في افتتاحية الملحق الخاص بالمهرجان «أنّ بيروت تنام تحت بركان منذ سنوات... وتكاد حروب المنطقة أن تجرفها». ويضيف أنّ الذكريات والحروب، شكّلت الخيط الذي قاد فريق عمله الى اكتشاف بيروت المعاصرة.
قرّر القائمون على المتحف أن تكون بيروت أول مدينة متوسطية يتم تكريمها، على أن تتبعها مدن متوسطية أخرى في الأعوام المقبلة، في إطار توجّه المتحف للاهتمام بفنون المتوسط المعاصرة.
أمس، افتتحت اللقاءات الأدبية الأسبوع الأول من «بيروت يا بيروت» مع قراءات وحوارات حول جان جينيه وبيروت، تتبعها قراءات من مقاطع أدبية معاصرة وندوات بمشاركة أسماء عدة منها حسن داوود، نجوى بركات، دارينا الجندي، فادي طفيلي، هيام يارد، شريف مجدلاني، أوليفر روهي، وبيار بارلان.
مهرجان ضخم بمشاركة كتاب وفنانين لبنانيين

سينمائياً، يستضيف المتحف أعمالاً تدور في فلك الحرب الأهلية اللبنانية وآثارها وتبعاتها يستهلّها بـ «نهلة» (1979) للمخرج الجزائري فاروق بلوفة (20/5) الذي كان أول فيلم عربي تناول الحرب اللبنانية. وفي اليوم التالي، يعرض وثائقي «هدنة» لميريام الحاج (2015) الذي يدور أيضاً في فلك الحرب، يتبعه عرض فيلم «بيت بيوت» (2014) لنادين نعوس، إلى جانب فيلم الراحلة رندة الشهال «متحضرات» (1999)، و«ليلى والذئاب» لهيني سرور.
تتواصل العروض السينمائية (22/5) مع رين متري وشريطها الممنوع عرضه في لبنان «لي قبور في هذه الأرض» (2015)، و«1974 استعادة نضال» (2012) لرانيا ورائد الرافعي، بالإضافة الى لقاء خلال النهار، مع صانعات أفلام من لبنان، لتشارك تجاربهنّ حول طاولة مستديرة تجمع ميريام الحاج، رين متري، رانيا الرافعي، كاتيا صالح وجنان داغر.
ويعرض فادي يني تورك عمله «مومنتوم» (2015) في 28/5 تليه ندوة مع المخرج حول عمله عن نصب ساحة الشهداء. تتخلّل المهرجان أمسيتان موسيقيتان: الأولى مع ريما خشيش والفرقة (8/5) والتالية مع ربيع أبو خليل تريو (18/6) وفرقة «غوروميان» للإلكترو روك.
ويخصّص المتحف يومي 4 و5 حزيران للعروض الحيّة مع سيرين فتّوح في عمل تقدم فيه تاريخ لبنان عبر أعمال فنية وسينمائية لبنانية، وعرض لأحمد غصين بعنوان When the ventriloquist came and spoke to me، وعرض «لا شيء للتصريح» لمجموعة «ديكتافون».
وفي مجال التجهيزات الفنية، يشارك غسان سلهب (عرض بصري/سمعي)، وراني الراجي (نزهة وطرق مختصرة) وباتريك لافون (الخط الأخضر) مشاريعهم ابتداء من الخميس 12 أيار.
للمفارقة أن جميع الأسماء المذكورة، ستحيي أمسيات بيروت الثقافية في مرسيليا، في موقع كالـ MUCEM فيما ترعى وزارة الثقافة اللبنانية هنا أو لا ترعى احتفالاً تكريمياً لليال عبود في قصر الأونيسكو!
البداية كانت أمس مع بيروت و«جان جينيه» بحضور ليلى شهيد التي رافقت جينيه في رحلته الشهيرة الى مخيم شاتيلا، ومشاركة ألبير ديشي في لقاء حول نصّ «أربع ساعات في شاتيلا» لجينيه وقراءة للممثلة ماري ميكلا. وتتواصل الندوات والقراءات اليوم الخميس في محطتين حول جينيه أيضاً، مع ديشي، والمؤرخ الفني تييري دوفرين المتخصص في جياكوميتي، إلى جانب دومينيك أده، إيمانويل لامبير وقراءة للممثل لروبير كانتريلا.

«بيروت يا بيروت»: حتى 26 حزيران (يونيو) ـــ «متحف حضارات أوروبا ودول البحر المتوسط» MUCEM ـــ mucem.org/en