القاهرة | تعلن اليوم الأربعاء في الدوحة أسماء الفائزين بجائزة «كتارا» للإبداع الروائي التي تمنحها قطر للمرة الأولى هذا العام. الجائزة هي الأكبر في الوطن العربي، أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» في بداية عام 2014. ومن المقرر منحها سنوياً وتشمل ثلاث فئات للرواية. أولاً، فئة الروايات المنشورة: هنا، تُمنح خمس جوائز للفائزين المشاركين، ويحصل فيها كل نص روائي فائز على جائزة مالية قدرها 60 ألف دولار أميركي، ليصبح مجموعها 300 ألف دولار أميركي.

وثانياً، هناك فئة الروايات غير المنشورة، حيث تُمنح خمس جوائز للروايات التي لم تنشر، وتبلغ قيمة كل منها 30 ألف دولار أميركي، ليصبح مجموعها 150 ألف دولار أميركي. وثالثاً، هناك أفضل رواية قابلة للتحويل إلى عمل درامي من بين الروايات الفائزة، وتبلغ قيمتها 200 ألف دولار أميركي مقابل شراء حقوق تحويل الرواية إلى عمل درامي، إضافة إلى طباعة وتسويق الأعمال الفائزة التي لم تنشر، وترجمة الروايات العشر إلى الإنكليزية والفرنسية والإسبانية وطباعتها وتسويقها. وسيحظى إعلان الأسماء الفائزة باهتمام إعلامي لا يعود فقط إلى القيمة المالية المرتفعة للجائزة قياساً ببقية الجوائز العربية أو إلى مستوى الروايات الفائزة، بل يعود في الأساس إلى دور السياسة في الجائزة التي عانت منذ انطلاقها من تساؤلات بشـأن مدى تحررها من طموح السياسة الخارجية القطرية.

وبات السؤال الأساسي المطروح على الجائزة اليوم: هل تلعب الدبلوماسية الثقافية دورها في علاج ما أفسدته الأحداث السياسية في الفترة الأخيرة بين قطر والعديد من الدول العربية التي تقدم الرصيد الأكبر من إنتاج الرواية العربية على رأسها مصر وسوريا والعراق؟ وتعطي الحالة المصرية وضعاً نموذجياً لمصير الجائزة في المستقبل بخاصة أنّ أكثر من 33% من الروايات المتقدمة للجائزة جاءت من كتاب مصريين ففي حين وصل عدد الأعمال المشاركة إلى 711 رواية من مختلف الأقطار العربية، كان من بينها 240 رواية مصرية. وانطلقت أول من أمس أعمال الجائزة التي تستمر حتى 21 من الشهر الحالي. ويناقش المشاركون قضايا مثل: الرواية آفاق السردية وتنوع الشكل، وبلاغة الرواية وتخييل الخطاب. وجرى تدشين الدليل الإلكتروني للروائيين العرب، وتم افتتاح معرض الدراما والروائيين، ومعرض الروائيين القطريين، إلى جانب عرض أفلام عن الروائيين، ليختتم هذا اليوم باحتفال توزيع الجوائز. وقال المدير العام لمؤسسة الحي الثقافي «كتارا» خالد بن إبراهيم السليطي إن «الجائزة تعد محطة رئيسة أملاً في أن تكون شعلة مضيئة في فضاء الأدب تعزز المشهد الثقافي العربي وتشكل إضافة جديدة في عالم الرواية العربية».

واعتبر بعضهم أنّ ظهور «كتارا» نوع من المنافسة مع «بوكر» التي تقدمها الإمارات من خلال «هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة»،

الا ان السليطي حرص على ان يؤكد أن جائزة بلاده لا تنافس أي جائزة أخرى، بل تُكَمل المبادرات الثقافية والفكرية العربية، مع احتفاظها بطابعها الخاص الذي نحتت رؤيته في انطلاقتها الأولى وعزز من هذا التصور وجود فاعلين في تنظيم البوكر ضمن فعاعليات الجائزة وابرزهم الناقد الفلسطيني خالد الحروب عضو مجلس امناء البوكر

من ناحية أخرى، انشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بحجم المشاركة المصرية المرتفعة وكان أغلبها لمبدعين أبدوا انتقادات واضحة للسياسة القطرية في الفترة الأخيرة أبرزهم الروائي ابراهيم عبد المجيد المرشح للفوز بواحدة من الجوائز الخمس الكبرى عن روايته المتميزة «أداجيو»، والكاتب محمد سلماوي الرئيس السابق لاتحاد كتاب مصر الذي كان متحدثاً رسمياً باسم اللجنة التي اعدت دستور مصر عقب احداث 30 يونيو2013 التي عمقت الخلافات المصرية القطرية بعد عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعات الاخوان المسلمين التي تلقت دعما قطرياً واضحاً. لكن سلماوي اعتبر مشاركته في الافتتاح مهمة ضمن مهام مسؤولياته كرئيس لاتحاد الكتاب العرب، لافتاً الى أنّ هناك توجهاً رسمياً قطرياً لرعاية محاولة تأسيس جمعية للكتاب القطريين تعمل تحت مظلة الاتحاد.

ويبدو أنّ اختيار عبد المجيد (لو صحت أنباء فوزه) يمثل مصالحة واضحة بين الكاتب المصري الكبير والجوائز الخليجية، إذ سبق له أن نافس على «جائزة الشيخ زايد للكتاب» هذا العام وخسرها كما خسر العام قبل الماضي فرصة الفوز بـ «بوكر» العربية رغم ظهور روايته «الإسكندرية في غيمة» ضمن القائمة الكبيرة قبل عامين. وتداول رواد مواقع التواصل أمس صورة لعبد المجيد يشارك في ندوات الجائزة الى جانب الروائي السوداني أمير تاج السر المرشح بقوة للفوز بواحدة من الجوائز الكبرى. تاج السرّ أيضاً من بين أشهر ضحايا «بوكر»، إذ وصل إلى قائمتها القصيرة مرتين من دون أن يتمكن من الفوز بها، مثله في ذلك مثل الروائي الجزائري الأشهر واسيني الأعرج المرشح للفوز بروايته «سيرة المنتهى»، والعراقية ميسلون هادي، والروائي العراقي شاكر نوري عن روايته «جحيم الراهب»، والأردني جلال برجس وهو أحدث الوجوه المنضمة الى لوائح الجوائز العربية عن روايته «أفاعي النار - حكاية العاشق علي بن محمود القصّاد» التي ستظهر في فئة الرواية غير المنشورة مع رواية للكاتب المصري الشاب سامح الجباس وهؤلاء هم أقرب المرشحين إلى الفوز.