رغم النقلة الموسيقية التي عرفتها أميمة الخليل من مرسيل خليفة الى هاني سبليني، لا تزال صاحبة الصوت الذي طبع ذاكرتنا ورافق ليالي بيروت الحزينة، ملتزمة الغناء عن ألم الناس ومأساة الأوطان. تملك كل المساحة التي تجعلها تغني الحبّ والأحلام من دون غضّ النظر عن الأحوال وما يجري حولها، ومن دون أن تُحبط أو تيأس من التغيير أو أقلّه من التعبير، كما حصل مع عدد من فناني جيل الأغنية الملتزمة قضايا الناس.
بعد مغناة «خطبة الأحد» التي تعاونت فيها مع الشاعر الفلسطيني مروان مخول (الأخبار 17/4/2015)، يأتي «وجد» الذي يجمع بين غنائها وعزف هاني سبليني على البيانو والسوري باسل رجّوب على الساكسفون. الأخير تعاون وسبليني تلحيناً وتوزيعاً للعمل الجديد التي تغني فيه أميمة تسع قصائد بالفصحى والعاميّة للشعراء: هاني نديم، جرمانوس جرمانوس، مروان مخّول، نزال الهندي، وجيه البارودي ورئيف خوري.
يفرض «وجد» تحدّياً جميلاً على أميمة التي ترافق آلتين فقط في تريو يجتمع فيه هوى الجاز الذي يقترب منه رجوب، وخبرة الموسيقى التصويرية الذي يحترفها سبليني، وشاعرية وحنين صوت أميمة منذ أن بدأت صغيرةً الغناء برفقة والدها على العود قبل أن تتعرف بنت قرية الفاكهة البقاعية إلى مرسيل خليفة ويبدأ المشوار في بيروت.

لم ينجح المصنِّفون أو المعجبون في سجن أميمة طويلاً في خانة الصوت اليساري أو خانة منشدي زمن الحرب، فصوتها يستطيع أن يذهب بها أبعد بكثير من التصنيف الذي ساد آنذاك. حين عادت الى الساحة بعد غياب في أواسط التسعينيات، غنّت لأسمهان «يا حبيبي تعال». وظهرت في طلة ولون موسيقي جديدين في البومها «أميمة» عام 2000. خلال السنوات الأخيرة، يظهر بوضوح حماس أميمة وسعادتها بالغناء واعتلاء الخشبات وإصدار عمل تلو آخر من دون إخفاء الحنين والحب الدائمين لبداياتها. حتى عملها الجديد «وجد» يذكرها ببساطة البدايات. ستقدم أميمة «وجد» مع باسل رجّوب وزوجها العازف والمؤلف هاني سبليني على خشبة المسرح وللجمهور قبل تسجيله وإصداره. عمل تغني فيه لبيروت والشام وفلسطين في ذكرى نكبتها، وفي ظلّ النكبة الجديدة التي تشهدها منطقتنا من حروب وتهجير وتطرّف.

* أميمة الخليل، باسل رجّوب وهاني سبليني في «وجد»: 20:30 مساء 16 و17 أيار (مايو) ـــ «مسرح مونو» (الأشرفية) ـ للاستعلام: 01/218078