أول من أمس، أطلقت «مؤسسة سمير قصير» الدورة السابعة من «مهرجان ربيع بيروت»، لتحيي هذه السنة الذكرى العاشرة لاستشهاد الصحافي والمؤرخ المعروف. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد مطالعة أنشطة المهرجان السنوي: هل هذه أفكار صاحب «عسكر على مين» الذي كان يتحدث عن الحرية ويكتب ويدافع عنها؟ وهل هي ترجمةٌ فعلية لما كان يريده أو يطمح إليه؟ لا إجابات شافية سوى ما يمكن قراءته من خلال بعض الأسماء المستضافة و«محاضراتها».
على مدى شهر كامل، تتوزّع النشاطات الثقافية والفنية والسياسية والفكرية على أماكن عدة في العاصمة في «الجامعة اليسوعية»، و«معهد كارنيغي»، و«المعهد الفرنسي في لبنان»، و«دواوين» و«أسواق بيروت». وبالتزامن مع فعاليات بيروت، سيستضيف «متحف محمود درويش» (رام الله) معرضاً وندوات سياسية وحفلة موسيقية بعنوان «سمير قصير في فلسطين» (12/5).
بعد افتتاح الفعاليات بمحاضرة حول «حرية الصحافة اليوم: الأدوات والتحديات الجديدة»، يحضر مروان المعشّر إلى الواجهة كأحد الأسماء الكبيرة التي يستضيفها المهرجان.

مشاركة تانيا صالح وأحمد قعبور وكنان العظمة
الصحافي والسياسي الأردني البارز و«نائب الرئيس للدراسات في مؤسسة كارنيغي» سيقدم محاضرة بعنوان «تأملات في شقاء العرب بعد عشر سنوات» (27/5). تتباهى صفحة المعشّر على موقع المعهد (أي «كارنيغي») بكونه «أنشأ أول سفارة للأردن في الكيان العبري» (عام 1995)، لتعود الصفحة نفسها لتؤكد «دوره المركزي» في «وضع مبادرة السلام العربية وخريطة الطريق الخاصة بالشرق الأوسط» حين عمل سفيراً لبلاده في أميركا (الأعوام 1997-2002)، ثم وزيراً لخارجيتها. إذاً يبدو أن «الطريق» واضحٌ للغاية إزاء طبيعة المحاضرة التي سيقدمها المعشّر. أما محاضرة «الدبلوماسية الثقافية بين القيم العالمية والخصوصيات المحلية» (30/5) فتضم واحدة من أهم الشخصيات الأوروبية «الرمادية»: مدير «البيت العربي في مدريد» الإسباني ادواردو لوبيز بوسكيتس. الرجل الذي لطالما غرّد بمديح ملوك وزعماء عرب؛ يبدو أنه يجيد الحديث حول «الدبلوماسية» أفضل من غيره، وخصوصاً «لخبراته الكبيرة» (تنقل بين الوزارات والسفارات الإسبانية من إيران إلى الموزمبيق، ومن الخارجية إلى الدفاع فضلاً عن كونه خبيراً أمنياً). أما سوريا فتحضر في المهرجان، بدءاً بالتجهيز الضوئي My Light is Your Light للفلسطيني علاء الميناوي الذي افتتح أمس في «ساحة سمير قصير» (وسط بيروت)، محاكياً معاناة اللاجئين. وتأتي ندوة «الثقافة في زمن الحرب: التجربة السورية» (8/5) لتتطرق إلى الحركة الفنية السورية بعد 2011، منها التجارب التشكيلية التي اجتاحت الغاليريات في لبنان والعالم. «الحدث السوري والرأي العام الدولي» (15/5) هو عنوان الموعد الذي يتضمن عرض فيلمThe Dublin Pitfall للمغربية ريم الجديدي إلى جانب ندوة حوارية.
في 2 حزيران (يونيو) أي ذكرى اغتيال قصير، ستمنح «جائزة سمير قصير لحريّة الصحافة» التي يقدّمها الاتحاد الأوروبي، وتنظم مؤسسة FRAME معرضOne Day in Beirut لصور ستُلتقط لبيروت ليوم كامل. تحت عنوان «سمير قصير في الأفلام» (9/5) سيعرض فيلم عن سمير قصير يحمل توقيع ابنته ليانا إلى جانب شريطين قصيرين لغريتا نوفل وطلال خوري. أما الختام (6/6) فسيكون مع تحية فنية لبيروت تقام في ساحة الشهداء، بإشراف إيفان كركلا، وبمشاركة الأوركسترا الوطنية اللبنانية، وتانيا صالح، وأحمد قعبور، والفنان السوري كنان العظمة.

* «مهرجان ربيع بيروت»: حتى 9 حزيران (يونيو) ــ أماكن عدة في بيروت. للاستعلام:01/397331