القاهرة | شهد الموسم السينمائي المصري «شمّ النسيم» تطوّراً واختلافاً عن موسم منتصف العام. رغم تنوّع الأفلام التي عُرضت خلاله، إلا أنّه لم يحقّق إيرادات كبيرة. لكن الموسم الحالي الذي تُعرض فيه ستة أفلام، يشهد منافسة حقيقية منذ بدء عرض أفلام موسم الربيع التي دخلت أسبوعها الثالث. مع ذلك، تستمرّ في حصد الإيرادات وتحقيق الملايين.
كما أن الشركات المنتجة تعمد إلى استغلال أشكال الدعاية للترويج لأفلامها، إذ تسيّر الدعاية التقليدية جنباً إلى جنب مع أشكال أخرى من الدعاية، وتحديداً الفيلمين اللذين يتصدران الإيرادات. المنتج أحمد السبكي يصطحب نجوم فيلمه «زنقة ستات» (تأليف هشام ماجد، وكريم فهمي وإخراج خالد الحلفاوي، بطولة حسن الرداد وإيمي سمير غانم) في جولات على دور العرض في القاهرة، فتجدهم يقفون وسط الجمهور يرقصون ويغنّون أو يقومون بقطع التذاكر لمرتادي دور العرض. أما فيلم «كابتن مصر» (إخراج معتز التوني وتأليف عمر طاهر وبطولة محمد عادل إمام) فيعتمد على السمعة التي يحقّقها الفيلم، والأرقام الكبيرة التي يواصل حصدها يومياً. كذلك، اعتمد الفيلم على حملات الترويج على غرار قيام عادل إمام باصطحاب بعض أصدقائه، ومنهم الكاتب يوسف معاطي لمشاهدة فيلم ابنه، والاطمئنان على إيراداته ونجاحاته المتتالية. لا تحمل الأفلام المعروضة أيّ بُعد فنيّ، فهي أفلام تجارية في تركيبتها الدرامية وتوليفتها. يخرج المشاهد من دور العرض من دون أن يحمل منها شيئاً في الذاكرة، تماماً مثل أوراق «الكلينكس». ولكن رغم تلك التركيبات التجارية النمطية، إلا أن «زنقة ستات» الذي تصدّر الإيرادات حتى الأسبوع الماضي ووصلت إلى 10 ملايين ونصف المليون جنيه مصري (مليون و372 ألف دولار)، يقدّم موهبة جديدة في الإخراج وهو خالد الحلفاوي. والأخير نجح في أوّل تجربة سينمائية له، وأعاد إطلاق حسن الرداد كنجم كوميدي من خلال فيلم كتبه كريم فهمي وهشام ماجد، وهما نفسهما ممثلان ولكنهما اكتفيا بالكتابة في هذا الفيلم.

حقّق «زنقة ستات» إيرادات وصلت إلى مليون و372 ألف دولار

يروي «زنقة ستات» حياة طبيب يدعى علي (حسن الرداد) أجبره والده الطبيب النفسي (سامي مغاوري) على دراسة الطبّ، بينما هو يكره هذه المهنة ويتمنّى السفر إلى لندن لتسلم المصنع الذي ورثه عن والدته الإنكليزية. ولكن والده يرفض أن يمنحه له خوفاً من استهتاره وعلاقاته النسائية المتعدّدة، فهو يتنافس ووالده في معرفة أكبر عدد من النساء. كما أنه لا يتردّد في استغلال مريضات والده اللواتي يذهبن لتلقي العلاج، عن طريق الممرضة المستغلّة التي تعمل في العيادة (إيمي سمير غانم). رغم نمطية السيناريو والصدف الكثيرة المبنيّة عليها الحبكة، إلا أن الكاسب الوحيد من «زنقة ستات» هو حسن الرداد. ليس فقط بفضل ذكاء المنتج أحمد السبكي في الترويج له، بل لأن هناك مُخرجاً يعرف كيف يقدّم نجماً بشكل مختلف، وكيف يصنع فيلماً كوميدياً ذا إيقاع رغم تكرار التيمة.
وإذا كان الرداد نجح من خلال مخرج شاب ومنتج ذكي، إلا أن «كابتن مصر» الذي قفز في نهاية الأسبوع الماضي إلى المركز الأوّل محقّقاً 11 مليون جنيه مصري (مليون و473 ألف دولار ـ بطولة محمد عادل إمام) نجح بفضل التركيبة التي صُنعت خصيصاً لخاطر عيون ابن «الزعيم». ذلك النجاح بدأ من التيمة الشعبية للعمل وهي لعبة كرة القدم، وصولاً إلى اختيار عدد من نجوم الكوميديا الذين لمعوا أخيراً ومنهم من قدّمهم أحمد مكي في مسلسل «الكبير قوي» على غرار: بيومي فؤاد، ومحمد سلام، وأحمد فتحي، وعلي ربيع. تدور أحداث «كابتن مصر» حول كمال (محمد إمام) لاعب الكرة الذي انتقل من الوقوف على الخطّ احتياطياً ليُصبح في لحظات نجماً جماهيرياً تأتيه عروض لتقديم حملات إعلانية، وتطارده النساء. لقطات تأتي سريعة ومتلاحقة تعبّر عن الطفرة التي حدثت لكمال أو «كيمو»، كما تحمل سخرية من بعض الشخصيات العامة على غرار مرتضى منصور، ولاعب الكرة مجدي عبد الغني. فجأة، تنقلب الأحداث رأساً على عقب عن طرق القتل الخطأ، إذ يجد كمال نفسه في السجن، يأتيه في الحلم من يخبره بأنه دخل السجن بسبب الكرة وسيخرج منه بالكرة، وينشئ فريقاً من المساجين ليبدأ في الحضور عبر الميديا. الفيلم بالطبع يكرّر طرح رسالة مفادها «الجريمة لا تفيد» التي سبق وشاهدناها وما زلنا في الكثير من الأفلام. ورغم أننا أمام فيلم كوميديّ بامتياز من خلال كمّ المفارقات والشخصيات المشاركة في العمل، لكن يبدو من خلال تعليقات الجمهور أن بعضهم دخل ليبحث عن الشاب علي ربيع، أو بيومى فؤاد، أو أحمد فتحي. شخصيات يتجاوب معها الجمهور ويحفظ تعليقاتها، ووحده ابن «الزعيم» لا يحقّق هذا التجاوب رغم وسامته ومحاولته إلقاء إيفيهات ونكات. ورغم تصدّره المركز الأول، إلا أن الحاجز الأكبر الذي يواجه محمد إمام أنه لا يستطيع الخروج من عباءة والده عادل إمام. إذ يصرّ على محاكاته في لزماته، والطريقة التي ينظر بها إلى الكاميرا، ولكن ابن «الزعيم» الذي يتصدّر الإيرادات ضَمن أيضاً عرضاً حصرياً لفيلمه على mbc التي يظهر نجومها في لقطات في الفيلم ومنهم الإعلامي شريف عامر، والشيف حسن، وأبو حفيظة.

* فيلم «زنقة ستات» قريباً في الصالات اللبنانية