الجزائر | في «ساحة سي الحواس» مقابل قصر أحمد باي في قسنطينة، أعطت وزيرة الثقافة الجزائرية نادية لعبيدي إشارة انطلاق تصوير الفيلم التاريخي «أسوار القلعة السبعة» للمخرج المعروف أحمد راشدي. الشريط الذي تنتجه الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ـ لارك»، بدعم من وزارة الثقافة و«صندوق دعم وتطوير تقنيات السينما»، مقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكاتب محمد معارفية. في هذا الكتاب، سرد معارفية قصة عن الثورة الجزائرية التي وصفها أحمد راشدي بأفضل ما كُتب في الرواية عن الثورة الجزائرية. قصة غير مقترنة بشخصية معينة، تدور أحداثها في قرية صغيرة في الشرق الجزائري. أحمد راشدي الذي عرض أخيراً آخر أفلامه التاريخية «العقيد لطفي» وقبله «كريم بلقاسم» (كلاهما عرضا في عام 2015)، وفي عام 2009، قدم فيلمه «مصطفى بن بولعيد»، ها هو يعود مجدداً إلى الأفلام التاريخية. لكنه يبتعد هذه المرة عن أفلام البطل الأوحد، رغم أنه يؤكد أنّ البطل الأوحد هو الشعب. يقدم راشدي تصوراً جديداً عن انتفاضة الشعب حين يتعلق الأمر بالأرض. يقول لـ «الأخبار»: «أصرّ دائماً على النبش في فترات مهمة من تاريخ الجزائر.
هذه المرة نستنطق الأرض ونسرد قصص نضال الشعب الجزائري وتمسكه بأرضه وهي أغلى ما يملك. فهي بمثابة انتهاك لعرضه وشرفه، فبينما شرعت فرنسا بعد احتلالها للجزائر سنة 1830 بتشييد قلاع وأحصنة كأنها ستخلّد على هذه الأرض، استمات أبناء الجزائر الأحرار في دكّ قلاعها وأسوارها والدفاع عنها إلى أن أخرجوها سنة 1962».
في 120 دقيقة، سيحاول صاحب «الأفيون والعصا» تسليط كاميراه على شخصية «الحاج العيد» وهو رجل طاعن في السن، ويعدّ الشخصية الرمزية لقصة هذا الفيلم. قبل انطلاق ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، يحاصر ابنه الثوري العنيد «ثابتي» منزل أحد المعمرين الذين سلبوه أرضه ويتمتعون بخيراتها، سعياً منه للانتقام. لكن الهجوم يقابل بالفشل ويواجه القائد «لوسيان» الذي يتمسك بأرض الجزائر، «لأن الجزائر هي فرنسا». ويدخل الطرفان في مواجهات قوية. سيشهد الشريط مشاركة أكثر من 70 ممثلاً وفق ما كشف لنا أحمد راشدي يتقدمهم الممثل حسان كشاش. وسيستمرّ التصوير 14 أسبوعاً في ولايات عدة منها سوق أهراس، وباتنة، ومستغانم، والمسيلة والجزائر العاصمة. وكشف راشدي لنا أنّه في صدد التفكير بمشروع سيناريو، يتناول فترة الأحداث التي وقعت بعد 5 تموز (يوليو) 1962.