القاهرة | بعد دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى محاربة الفكر المتطرف والإرهاب من خلال الفن الذي «يمثل إحدى قواعد القوى الناعمة في الدولة»، وتشديده على أهمية تقديم مادة درامية وسينمائية تنبذ العنف وتستفيد منها المجتمعات، استجاب عدد من صناع الدراما لهذه الدعوة. بدأ هؤلاء بتنفيذ بعض الأعمال التي تهدف إلى «نشر قيم الإسلام الوسطي الصحيح ومحاربة الفكر المتطرف ونبذ أفعال العنف» استعداداً لعرضها في رمضان.
من بين هذه الأعمال مسلسل «دنيا جديدة» للممثل المصري حسن يوسف (كتابة مصطفى إبراهيم، وإخراج عصام شعبان، إنتاج قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري). العمل الذي يشارك في بطولته أحمد بدير، وعلاء زينهم، وسامح الصريطي، يناقش الفكر المتطرف الذي تزرعه الجماعات الإرهابية. نرى ذلك من خلال شخصية عبد الرحمن (حسن يوسف) الموظف المتقاعد الذي يقضي معظم وقته في المسجد لإلقاء الخطب الدينية والتشاور في أمور الدين، حتى يفاجأ بالفكر المتطرف الجديد المتمثل في الجماعات الإرهابية ويبدأ في مواجهته بالموعظة الحسنة.
يقول حسن يوسف لـ «الأخبار» إن اسم «المسلسل «دنيا جديدة» مجرد رمز لأحداث العمل الذي يؤكد أنّ الإسلام الوسطي هو العلاج الحقيقي للتطرف، ونقصد من خلاله أنه حين نطبّق الإسلام الصحيح، سوف نعيش في «دنيا جديدة»، بعيداً عن القتل والسحل والتعامل بالقنابل». ويجسد أحمد بدير شخصية رجل يدعى عبد الجبار هو ابن عم حسن يوسف، مسلم متطرف يريد تدمير وتخريب البلاد باسم الدين، ويحصل على تمويل من قطر، لكي يقوم ببعض التفجيرات وقتل المسلمين.

يحضر الشيخ
يوسف القرضاوي في «دنيا جديدة»
وقال بدير إنّ «العمل يناقش الإسلام والمتأسلمين المنحرفين الذين يرتكبون الجرائم والقتل باسم الإسلام، والدين منهم براء». وسيحضر الشيخ يوسف القرضاوي في العمل، إذ يجسد الممثل علاء زينهم شخصية رجل يدعى البرقوقي يتبنى فكر القرضاوي المتطرف، ويلتقي بالجماعات الإسلامية في قطر ويحرضها على العمليات الإرهابية. أما الممثل سامح الصريطي، فيجسد شخصية رجل يدعى «عبد الوهاب» يقع في العديد من المشكلات بسبب مواجهته الجماعات الدينية المتطرفة.
ومن الأعمال التي تصوّر أيضاً وتناقش الفكر المتطرف مسلسل «أوراق التوت» من بطولة صابرين، وكمال أبو رية، وأحمد ماهر ومادلين طبر (كتابة أيمن سلامة وإخراج هاني إسماعيل). ويهدف العمل إلى إيصال رسالة مفادها أنّ «الدين المعاملة»، مسلّطاً الضوء على انتشار الإسلام في البدايات الذي جاء بفضل المعاملة الحسنة للتجار المسلمين. كل ذلك من خلال شخصية «أبو أحمد» (كمال أبو رية) الطبيب المصري الذي يذهب في رحلة إلى الهند للبحث عن دواء نادر لطفلة صغيرة. وتشاء الأقدار أن تضل السفينة مسارها وترسو على شاطئ إمبراطورية هندية أهلها غير مسلمين، تحكمها الإمبراطورة (صابرين)، وتقرر إيداعهم السجن. وبحكم عمل أبو أحمد كطبيب، يعالج العديد من أبناء الإمبراطورية، وتقربه أخلاقه الإسلامية وإتقانه لعمله من الإمبراطورة «التي تغير رأيها في المسلمين، وتدخل في الدين الإسلامي هي وكل من يسكن أرض إمبراطوريتها».
يقول كمال أبو رية إنّ سبب موافقته على العمل، يعود إلى نصّه الجيد ولكونه «يوضح ما هو الإسلام المعتدل المستنير الذي يدعو إلى الرحمة والسماحة والإخاء والمحبة بين الشعوب»، لافتاً إلى أنه يسافر مع فريق العمل في مطلع نيسان (أبريل) المقبل إلى الهند، لتصوير بعض المشاهد هناك. في السياق نفسه، يتم التحضير حالياً لمسلسل «الشيماء» (كتابة محيي مرعي وإخراج إبراهيم الشوادي) الذي يحكي قصة «الشيماء» أخت الرسول في الرضاعة التي دافعت عن الإسلام بكل ما أوتيت به من قوة، ويجري حالياً ترشيح أبطال العمل.