حصاد الميديا 2015 | هو عام التقشّف الذي ألحق الكثير من الخسائر بالوسط الصحافيّ العراقيّ، وظلّ الرصاص موجّهاً إلى صدور زملاء المهنة، في الوقت الذي أغلق فيه عدد من المؤسّسات الإعلاميّة، ولاحقت دعاوى قضائية صحافيّين وإعلاميّين بدوافع شتّى. فقدنا في 2015 ثلاثين صحافيّاً وإعلاميّاً عراقيّاً، أكثر من نصف العدد أعدمه تنظيم «داعش» في محافظتي الأنبار والموصل، واغتيل صحافيون في كربلاء وبغداد والبصرة، منهم الإعلامي في قناة «الرشيد» رعد الجبوري، الذي قتل في منزله في منطقة القادسية في بغداد.ولم يتوقف التضييق الذي طال صحافيّين من مؤسّسات مختلفة، سواء أثناء تغطيتهم التظاهرات الاحتجاجيّة كما حصل في محافظة البصرة، أو بعد نشوب أزمة الرئاسة في إقليم كردستان التي أجبرت صحافيّين على مغادرة أربيل صوب السليمانية. وهنا يشار إلى أنّ الانتهاكات ضدّ الصحافيّين في الإقليم ارتفعت مدياتها هذا المرّة لتكون في مستوى ما حصل في البصرة.
اعتراض على مسوّدة «قانون حريّة التعبير عن الرأي»

هذا العام شهد تسريحاً غير مسبوق للصحافيّين العاملين في مؤسّسات مقروءة ومسموعة ومرئية، بعضهم لم يطله قرار الاستغناء، بل جرى خفض راتبه، أو مطالبته بتأدية مهام صحافيّة أخرى كي يضمن البقاء، كأن يطالب رئيس تحرير صحيفة محليّة محرّراً ثقافيّاً العمل في القسم السياسيّ، أو يُطلب من معد برامج في فضائية معروفة إعداد ثلاثة برامج أسبوعية بدلاً من اثنين.
وبيّنت موجة التسريح أنّ الصحافيّ العراقيّ يعمل من دون ضمانات تمنع تغييب حقّه وإنهاء خدماته من دون سابق إنذار، فلا وجود لعقد قانونيّ يحدّد الحقوق والواجبات بينه والمؤسّسة التي يعمل فيها، فصرنا أمام حقيقة أنّ آلاف الصحافيين تحوّلوا إلى عاطلين عن العمل على مدار الأشهر السابقة، ولم تنفع مناشدات الجمعيات والنقابات بضرورة العدول عن قرارات الاستغناء عنهم.
وفي إطار الرصد للشأن الإعلاميّ العراقيّ، برز النشاط المنظّم لـ «بيت الإعلام العراقيّ»، الذي أعدّ الكثير من الدراسات والبحوث لتقييم حال الإعلام العراقيّ ومستوى مهنية الإعلام الحكوميّ والتعاطي مع العنف وخطاب الكراهية.
أمّا على الإطار التشريعي، فإنّ الكثير من الصحافيّين اعترضوا على مسوّدة «قانون حريّة التعبير عن الرأي» التي طرحت للقراءة في مجلس النواب.
والمفارقة المضحكة التي ترسّخت أكثر هذا العام، هو أنّ الكثير من الأندية الاجتماعيّة افتتحت باسم الصحافة والإعلام في بغداد تحديداً، في حين تناقصت فرص العمل الإعلاميّ في الساحة العراقيّة.
كان واضحاً أيضاً دور المراسلين الحربيّين الذين غطّوا المعارك ضدّ «داعش»، إذ ودّعت فضائيات محليّة عدداً من منتسبيها في أثناء واجباتهم في ميادين القتال، ومنها «العهد» و«الغدير».