صنعاء | كانت جرائم الإختطاف في اليمن وسيلة ناجحة في أيدي رجال القبائل يستخدمونها للحصول على مكاسب مالية من الحكومة، أو بغرض الضغط من أجل الإفراج عن مساجين من أبناء القبائل لدى الدولة. لكنّ كيف يفسّر إختطاف الناشطة اليمنية شيرين مكاويّ (35 عاماً) ورفيقتها الفرنسية إيزابيل بريم (30 عاماً) من منطقة تقع وسط العاصمة صنعاء؟ لم يعد لليمن حالياً حكومة يمكن التفاوض معها حيث تعيش البلاد حالة فراغ واسعة على مختلف مستويات الحياة.
على هذا تبدو عملية الإختطاف الجديدة مسألة غير مفهومة من دون الدخول في سياق جديد دخلته تلك العمليات وتهدف للحصول على مكاسب من جهات خارجية. ليس من فرنسا بطبيعة الحال، وهي التي لا تدفع مبالغ مالية من أجل الإفراج عن رعايا مختطفين لها. تدخل الدوحة كورقة رابحة هنا، وقد دفعت مبالغ مالية كبيرة لغلق ملّفات قضايا خطف سابقة تمّت في اليمن.
وتساهم الفرنسية إيزابيل بريم التي تعمل في شركة إستشارات أميركية مع مترجمتها اليمنية مكاويّ في التنسيق لإنشاء مشاريع صغيرة تستهدف الأسر الفقيرة، من أجل المساهمة في تحسين أوضاعهم المادية.
ولا تفكّر الجماعات القبلية التي تقوم بعمليات الإختطاف بأنّ ما تقوم به يضع بلادها في منطقة تراها الدول الخارجية من المناطق الأكثر خطورة على مواطنيها وتحذّرهم من السفر إلى اليمن.
وكانت الخارجية الفرنسية أكدّت أمس خبر الإختطاف وقالت: «أجهزتنا جميعها إستنفرت لتحديد موقع مواطنتنا والتوصّل إلى الإفراج عنها» في حين لم يتمّ ذكر المواطنة اليمنية. تكرّر الأمر في خطاب لاحق للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي شدّد أمام صحافيين على ضرورة تحديد مكان المواطنة الفرنسية والإفراج عنها في أسرع وقت، دون أيّ إشارة لشيرين. في المقابل، لم يصدر شيء عن أيّ جهة أمنية يمنية، أو تصريح من طرف وزارة الداخلية الأمنية سوى خبر صغير جاء على لسان مسؤول في أمن العاصمة صنعاء، قال فيه بأنه لا يعلم شيئاً عن عملية الإختطاف ولم يصله أيّ بلاغ بخصوصها.
وتقول مصادر خاصة من جهة البنك الدولي في اليمن الذي يرتبط بعملية تمويل المشاريع الإنمائية التي تعمل الفرنسية لصالحها بأنه تمّ تحديد جماعة القبائل التي إرتكبت عملية الإختطاف بغرض الإسراع في تنفيذ بعض المشاريع المتعثرة في منطقتها، وأن عملية التفاوض بدأت في سبيل إتمام عملية الإفراج في أسرع وقت. ولم يُعرف عن شيرين مكاوي أيّ إنتماء سياسي، وإنحصرت إهتماماتها بالنشاط الحقوقي والمشاركة في مجالات إنسانية وعمليات التضامن مع المُختَطفين الناشطين في المجال السياسي.