غادرت أم كلثوم عالمنا قبل أربعين عاماً ولم تغادره. لا يمرّ يوم من دون أن يطوف صوتها داخلنا. مئات الآلاف يسمعون أغنانيها كلّ يومٍ حول العالم. كثرٌ يجمعون أسطواناتها، يستذكروها، يضربون بها المثل عندما يصفون "الزمن الجميل". وبيروت التي زارتها أم كلثوم وأحيت فيها حفلات عدّة منها في قصر الأونيسكو في بيروت وفي بيسين عاليه وفي قلعة بعلبك، تتذكّرها أيضاً، وتستمرّ في إحياء ذكراها.لإحياء ذكرى 40 عاماً على رحيل أم كلثوم في بيروت، تقدّم "تاء مربوطة" حفلة موسيقيّة تضمّ مقاطع غنائيّة وعزفيّة لألحانٍ قدّمتها. الفرقة التي ستقدّم الحفلة تتألّف من غسّان سحّاب عازف القانون والمشرف الموسيقيّ على الحفلة، ونعيم الأسمر المغنّي وعازف العود، وعماد حشيشو عازف التشيلّلو، وأحمد الخطيب عازف الإيقاع. هم شبابٌ ولدوا جميعهم بعد وفاتها، ولكنّهم يتواصلون معها. إلى جانب أهميّة صوتها المطبوع في ذاكرتهم، تفرض فرقتها التي نجحت أم كلثوم في مأسستها وقعها عليهم. بالنسبة إلى الفرقة، ليست أم كلثوم مطربة جيل مضى بل هي مطربة أجيالٍ، تمثّل فنّ القرن الماضي وهي نكهة هذا القرن. هم اليوم يقدّمونها للجيل الشاب كأنّها أغنيات جديدة منها المنتشر كثيراً كـ "بعيد عنّك" (ألحان بليغ حمدي) ومنها تلك التي تنتمي الى كلاسيكيات الموسيقى العربيّة النادر تداولها كـ "حلم" (ألحان زكريا أحمد).
تريد الفرقة الإحتفال بأم كلثوم، وبصوتها، وبجمال أغانيها التي ضمّت التقليد والتجديد، بظاهرتها كمطربة بدأت مقرئة سير نبويّة ثمّ دخلت عالم الغناء الواسع. كانت أول سيّدة تغنّت على المسرح أمام الجمهور في حفلاتٍ حين كان دور المغنّيات مقتصراً على العوالم، وهي أول سيّدة أنشأت فرقة موسيقيّة خاصّة بها وأدارتها... مطربة وُصفت في الإعلام يوم مماتها بأنّها: "الفلاحة التي حكمت العالم العربي بحنجرتها"!

"40 عاماً على رحيل أم كلثوم": الليلة الساعة 9 مساءً ــ "مسرح مونو" (بيروت) ــ للحجز 01/350274