طبعاً، لم تعرض الشاشات لحظة قطع الرؤوس. أما القنوات المصرية ــ ووفق معلومات لـ»الأخبار» ــ فلم تبثّ الخبر إلا بعد تعليمات رسمية حظرت مسبقاً بثّ أيّ خبر يخص المختطفين إلا بعد الرجوع إلى الجهات السيادية. هذا الأمر دفع الجمهور إلى توجيه الانتقادات للإعلام الحكومي والخاص مجدداً بسبب مجيئه دائماً في آخر الصف، بالإضافة إلى انتقادات تخصّ مضمون التغطية. بينما كان مراسل «العربية الحدث» في مصر أحمد عثمان أوّل من أشار إلى أن الردّ العسكري من بين الخيارات المطروحة، اكتفت القنوات المحلية بالمحللين ذاتهم الذين راحوا يكررون العبارات المحفوظة مع كل عمل إرهابي.
بثّت الأغنيات الوطنية التي أنتجت في الستينيات والسبعينياتوفيما خالف الرئيس عبد الفتاح السيسي التوقّعات وأطلق كلمة مسجّلة قبل انتصاف ليل الاثنين، جاءت الضربة الجوية فجر اليوم نفسه لتعيد السبق إلى القنوات، وخصوصاً الحكومية. إذ وصلت أخبار وفيديوات انطلاق الطائرات إلى القنوات الحكومية أولاً، إلى جانب البيان الرسمي الصادر عن القوات المسلّحة. بعد ذلك، حصلت القنوات الخاصة والإخبارية العربية على اللقطات نقلاً عن التلفزيون المصري. كما حرصت قنوات المحروسة على إعادة خطاب السيسي مرّة كل ساعة على الأقل، وأيضاً بيان القوات، في أجواء أعادت للمشاهدين ذكريات حرب أكتوبر 1973 والاحتفالات بها سنوياً. عادت الأغنيات الوطنية القديمة التي أُنتجت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وخصوصاً «فدائي» و»عاش اللي قال» لعبد الحليم حافظ، وأوبريت «وطني حبيبي» الذي أبصر النور قبل أكثر من نصف قرن. وفتحت القنوات المصرية الهواء لقيادات الجيش الليبي للتأكيد على أن الضربة الجوية تمّت بالتنسيق معه، وأن مصر لم تنتهك سيادة ليبيا، وأجمع المحلّلون العسكريون على أن ضربات أخرى في الطريق. وكما هو متوقع، ربطت التغطية بين «داعش» ومن خلفه تنظيم «القاعدة» وأفكار الإخوان المسلمين المناهضين للحكم الحالي في مصر.
كذلك عادت الانتقادات لـ»الجزيرة» و»الجزيرة مباشر» التي تفرّغ ضيوفها لانتقاد الضربة الجوية، والتأكيد على أنها قرار خاطئ مع حرص بعض هؤلاء على إدانة إعدام المصريين هناك. كما اعتبر آخرون أنّ الإعدام جاء ردّاً على تأييد الكنيسة المصرية لنظام السيسي. وطالت الانتقادات مواقع إخبارية مصرية حرصت على توضيح هوية الضحايا الدينية في العناوين، رغم الإجماع الوطني على أهمية التعامل مع الضحايا كمصريين فقط.