«قصة حب» على طريقة روايات «عبير»

  • 0
  • ض
  • ض

لا يمكن الحكم على مستوى مسلسل ثلاثيني بعد عرض حلقاته الخمس الأولى، لكن يمكن محاكمة هذه الحلقات نقدياً باعتبارها حالة تأسيسة يفترض أن تأخذ على عاتقها توليف الجاذبية المطلوبة للعمل، وبالتالي صناعة جماهيرية كافية له. لكن ذلك لم يحصل بعد عرض الحلقات الخمس الأولى من مسلسل «قصة حب» (تأليف نادين جابر، وإخراج فيليب أسمر، وإنتاج أونلاين برودكشن ــ زياد شويري) على «المؤسسة اللبنانية للإرسال» وldc. لم يكن هناك شيء مفاجئ، فالمكتوب يتضّح من عنوانه. «قصة الحب»، أُنجز وفق منطق الدراما السائد، القائم على ثلاثة أشخاص، امرأة ورجلان (أو العكس). الرجلان يتنازعان للفوز بقلب المرأة، مع رشّة خيانة هنا ومحاولة للجرأة هناك عساها تكتمل الحكاية. هكذا، تكون التوليفة قد فصّلت على مقاس الفضائيات بحيث نتابع ممثلين من مصر وسوريا ولبنان وفق فرضيات مسبقة الصنع. نشاهد قصة حب معقّدة تجمع بين باسل خياط (رجا) المخرج الذي يعمل لحساب شركة لبنانية، والمصوّرة الفوتوغرافية نادين الراسي (لين). علماً بأنّ الثنائي كانا زوجين وانفصلا قبل عامين. الراسي التي كسر قلبها خيّاط مجدّداً، تلتقي في مصادفة هندية الروائي المصري «نائل» الذي يلعب دوره ماجد المصري، بعد أن تدخل إلى مقهى وتطلب قهوتها. وعندما تتنبّه إلى أنّها نسيت محفظتها، يتدخل الكاتب طالباً منها تناول قهوتها، ثم يمنعها من المغادرة، طالباً منها الجلوس معه كثمن للمال الذي دفعه! وفق هذا المنطق، تسير الأحداث ليبدأ الروائي بحبك المفاجآت على طريقة روايات «عبير».

البطولة لنادين الراسي، وباسل خياط، وماجد المصري
يدعو «نائل» الصبية الجميلة لاجتماع عمل، لتتفاجأ بأنّ الدعوة هي إلى بيت مهجور. هكذا، يباغت الرجل الأسمر توجسّ «لين» بخروجه بكامل أناقته و«سحره» من بين الستارات البيضاء، لنكشف أنّه أعد لها فرقة تعزف بين قطيع من الأغنام، ومساحات خضراء، إضافة إلى وجود نادل مسن بشعر وقفازات بيضاء! هي الكليشيهات نفسها التي تحكي عن فارس الأحلام بجواده الأبيض الذي سيخطف قلب المراهقات، تعاد بصورة وفكر الكليبات الغنائية. وهو المنطق الإخراجي الذي يشتغل عليه فيليب أسمر. تمر الحلقات بشكل متتالٍ من دون أن تكشف عن تصاعد درامي منتظر أو بنية مشهدية خارجة عن هذا السياق، أو حدث فارق يغيّر قواعد اللعبة الغارقة في بحر تقليدي من الدراما المكرورة. حتى أن مفاجأة الروائي تتكرّر هذه المرّة في عشاء رومانسي في وسط بحيرة. هنا، تبالغ الراسي في إظهار دهشتها قبل أن تضيع مشاعرها بين حبيبها القديم والرجل الساحر الذي يلاحقها. لا نعرف إن وقع نظر صنّاع العمل سابقاً على روائي حقيقي في الحياة ليكتشفوا أنّ صفاته الشكلية والنفسية تختلف جذريا عن الطريقة الاستعراضية التي يؤدي من خلالها ماجد المصري دوره، وبحر الكتب الذي ينام وسطه، والأناقة المفتعلة التي يحرص عليها، على طريقة موظفي الفنادق. رغم أنّ صورة الكليب التي اختارها أسمر تناسب سوية النص والمفاتيح الدرامية البدائية التي بني عليها، إلا أنّ أداء نادين الراسي وبقية الممثلين ظهر على مستوى جيّد، لتكون الحالة اللامعة الوحيدة في المسلسل الأداء المتقن والمدروس لباسل خيّاط الذي يلعب دور المخرج الذي يضطر للتخلي عن قناعاته من أجل مصالح المنتج الذي يعمل معه (الممثل اللبناني مازن معضّم). يعرف النجم السوري الوسيم جيداً كيف يعيش حالته المزاجية النزقة غالباً وردود الفعل الغاضبة، وسط حالة التخبّط التي تعتريه، تائهاً بين زوجته السابقة والفتاة المصرية التي تعمل في قسم المونتاج في الشركة نفسها (ميرهان حسين). يذكر أن المسلسل يضم مجموعة من الأسماء المعروفة في لبنان ومصر وسوريا، بينهم: يوسف حداد، وسارة أبي كنعان، ومنى واصف، وليليان نمري، وشيرين أبو عز، ونادين ويلسون نجيم، وهيثم سعيد، وحسن عويتي. في «حالة حب»، لا جديد يذكر في الدراما اللبنانية سوى أنّها تستعين بممثلين محترفين أحياناً، فلا يغيّر أداؤهم الملفت شيئاً في السوية المتهالكة لهذه الدراما! *«قصة حب»: من الأحد إلى الأربعاء ــ 20:40 ــ على lbci وldc

  • نادين الراسي وماجد المصري في مشهد من المسلسل

    نادين الراسي وماجد المصري في مشهد من المسلسل

0 تعليق

التعليقات