أسبوع كامل مرّ بين بثّ فيديو «شو بحب أكل الموز»، وكشف حقيقة مؤديته وأهداف إنتاجه. أسبوع أبرز الأزمة الحقيقية التي يعانيها الجمهور، بمن فيه روّاد المنصات الإلكترونية. أكثر من نصف مليون مشاهد لكليب زيزي أم. (شو بحب أكل الموز) المليء بالإيحاءات الجنسية الذي لم يوفّره الإعلام بوصفه منتجاً «منحطاً».
الإعلام نفسه، ما انفك بعضه يخترع ظواهر مماثلة تلعب على الغرائز. أُدخلت زيزي أم. ومن ورائها المتلقون في لعبة الخداع، بغية تبيان المستوى المتدني الذي وصله الجمهور الذي يبدي قرفه من المستوى المتدني الرافض لبعض الأعمال الفنية، فيما يقبل عليها في الخفاء، ويسهم في الترويج لها على السوشال ميديا. حلقة أول من أمس من برنامج «هيدا حكي» على mtv، كانت «ضربة معلّم»! تبيّن للجميع أنّ «مغنية الموز» مجرّد تمثيلية تدخل ضمن حملة sa2afetna التي تنظّمها mtv بالتعاون مع «فيرجين ميغاستور». علماً بأنّه في هذا الكليب جرى التعاون مع شركة الإعلانات Impact BBDO.
تمثيلية تدخل ضمن
حملة sa2afetna

تمثيلية زيزي أم. انتهت مع نزع «الفنانة» الشعر المستعار عن رأسها والنظارات الشمسية عن عينيها، ليتبيّن أنّها صبية تُدعى «كلارا»، وهي طالبة مسرح في الجامعة اللبنانية. أحبّت الشابة المشاركة في هذه الحملة لتسهم في نشر رسالتها: «بكفي سخافة...عيشوا الثقافة»، وظهّرت في الوقت نفسه «عورات» المجتمع اللبناني. «أنا ذهبت إلى الحدّ الأقصى من السخافة، وحصدت شهرة واسعة في لبنان»، قالت «كلارا»، مضيفةً: «من غير المقبول أن نشاهد الفيديو حتى النهاية، ونكتب عنه مقالات ونتشاركه على مواقع التواصل الاجتماعي». لعبة خداع موفّقة أصابت الهدف، واضعةً الإصبع على جرح مجتمع مأزوم على مختلف الصعد، ومدّجن إلكترونياً، وخصوصاً لجهة استيراد كل هذا الكمّ من التسطيح والسخافة. وتأكيداً على رسالة mtv بتقديم شاشتها كمنصة بعيدة عن «المبتذل» المعروض على باقي الشاشات، راح مقدّم «هيدا حكي» عادل كرم يشدّد على أنّ القناة لم تعرض الكليب المذكور على شاشتها، واكتفت بنشره أونلاين لتتبرّأ من مضمونه! إلا أنّ كل ذلك صبّ في النهاية في مصلحة التسويق لـ«هيدا حكي» عبر استضافة هذه الظواهر في برنامج هزلي ــ حواري. هذا أيضاً يقع في خانة «ضربة المعلّم» من قبل المسوّق الذي أراد تشويق الجمهور بظهور زيزي أم. في المقابلة، وخصوصاً أنّه حالما أًعلن عن هذه الاستضافة بدأ الهجوم على كرم. هكذا، جُهّزت العدّة كاملة في الترويج المسبق للحلقة بهدف حشد أكبر عدد من المتابعين الفضوليين. ترويج أكمله كرم في افتتاح الحلقة، إذ جلب معه قرطاً من الموز إلى الاستديو، وراح يوزّع هذه الفاكهة على الفرقة الموسيقية، ويتناولها على الهواء، متحدثاً عن فوائدها بطريقته الساخرة. كل ذلك، تحت عباءة الاستعراض والإعداد للضيفة المرتقبة، وأسر المشاهد وقتا طويلا.
إذاً، كنّا على موعد مع ضربتين موفقتين في التسويق والإثارة على mtv. قد تنجح إحداها (كليب الموز) في تعرية المجتمع على حقيقته، لكن بالطبع لن تفلح الثانية (حملة التثقيف) لأنّها تفتقر إلى المفهوم والعناصر.