القاهرة | إعلام مستقل متحرّر. هكذا يُعرّف موقع «مدى مصر» الإلكتروني نفسه، في وقت يبدو فيه أنّ الاستقلال والتحرّر غايات لا تصل إليها وسيلة إعلام في الفترة الأخيرة. الضغوط على وسائل الإعلام كثيرة. منذ 3 تموز (يوليو) الماضي، ليس هناك سوى صوت واحد هو الصوت المؤيّد للسلطة، باستثناء حالات قليلة.

وهؤلاء القلة تعرّضوا لضغوط دفعتهم إلى الجلوس في منازلهم، ووقف برامجهم حتى لو كانت ساخرة، وباسم يوسف أبرز مثال على ذلك. وحتى إن ذهب بعضهم إلى أنّ السلطة لم توقف يسري فودة أو ريم ماجد، إلا أنّهم يتناسون دعم السلطة، وموافقتها على التهم التي تكال لهذا الفريق، وتدفعهم إلى عدم استكمال عملهم. بعد 3 يوليو، غابت وجوه الثورة عن الإعلام وأبعدتهم الصحف وتجاهلت آراءهم وأفكارهم، وسار الجميع مع التيار الذي يتّهم هؤلاء بالخيانة والعمالة والاتفاق مع جماعة الإخوان المسلمين لإسقاط الدولة.
موقع إلكتروني يعتمد على
جيل جديد من الصحافيين

وسط هذه الحالة، خرج «مدى مصر» ليعبّر عن تيّار مختلف. صحافة بثوب جديد، يعتمد على جيل جديد من الصحافيين الشباب الذين تربطهم في الوقت ذاته علاقة قوية بالثورة. يقول القائمون عليه إنّهم نجحوا في الهروب من أزمة التمويل التي تُجبر أيّ وسيلة إعلامية على الانصياع لأهواء المموّل، وكذلك ابتعدوا عن الأحزاب التي كانت ستُجبرهم على الاتفاق مع سياساتهم الخاصة. لا ينافس الموقع على الأخبار وسرعة نشرها، لكنه أقرب إلى موقع رأي وبحثي، يعتمد أساساً على تحليل الخبر، ويحاول دائماً أن يغطّي الخبر من كل جوانبه. ويضيء أيضاً على زوايا لم تكن معروفة للقارئ المتابع للمواقع الإخبارية الأخرى التي تتسابق على نشر الخبر قبل أن تتأكّد من صحّته أو تسعى إلى تجويده أو تزيد عليه أيّ قيمة مضافة.
ينشر الموقع رسوماً لفنان الكاريكاتور الشاب محمد قنديل الذي تحوي أعماله نقداً شديداً ولاذعاً لسلطة ما بعد 30 يونيو، وللرئيس عبد الفتاح السيسي نفسه.
الموقع ذاته فتح الباب أمام بلال فضل الكاتب المثير للجدل دائماً. واستطاع حسام بهجت، المدير السابق لـ»المبادرة المصرية للحقوق الشخصية» وأحد المؤسسين للموقع، أن يحقّق في عدد من القضايا التي أقامت الدنيا، من بينها تحقيق «قصور آل مبارك... كيف أنفق المصريون دون علمهم على الحياة الباذخة للأسرة الحاكمة؟».
وكذلك، هناك تحقيقه الصحافي «من فكّ أسر الجهاديين؟!» الذي أثبت بالوثائق كذب الدعاية التي كانت تقول إن مرسي هو من أفرج عن غالبية الإرهابيين الذي يحتمون الآن في سيناء، وينفذون عملياتهم الإرهابية ضد الدولة. وأكّد التحقيق أنّ من أفرج عن غالبية هؤلاء هو المجلس العسكري الذي كان حاكماً للبلاد خلال الفترة التي امتدت من عزل محمد حسني مبارك وحتى انتخاب مرسي لرئاسة الجمهورية.

www.madamasr.com/ar