القاهرة | مقتل الناشطة المصرية شيماء الصباغ، العضو في أمانة «حزب التحالف الشعبي الاشتراكي» في الإسكندرية خلال اشتباكات وقعت في ميدان طلعت حرب أول من أمس السبت قضية مهمّة، وفارقة في تعامل النظام مع الحركات الاحتجاجية، خصوصاً تلك التي لا تتعلق مباشرةً بالمطالب التي ترفعها جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسها عودة محمد مرسي إلى الحكم.
تأتي أهمية الصباغ في أنها عضو مهم في أحد الأحزاب التي كانت داعية إلى الاحتجاج على جماعة الإخوان وإسقاط حكمهم، وهو ما يجعل النظام في أزمة. إذا كان لديه ما يبرر قتله وقمعه لتظاهرات أنصار الإخوان، فلا مبرر لديه الآن. لذلك، جاء النفي سريعاً من وزارة الداخلية في أن تكون هي قاتلة شيماء.
مقدمو البرامج الحوارية أدركوا المأزق الذي وقع فيه النظام. لذا، كانت قضية مقتل شيماء على رأس المواضيع التي ناقشوها في برامجهم. بعضهم تبنى وجهة نظر الداخلية وسمحوا بمداخلات هاتفية مع قيادات فيها، في محاولة لتبرئتهم من دمائها، بينما هاجم آخرون الوقفة والشباب إلى حدِّ اتهامهم بقتل بعضهم بعضاً! وهناك مَن تبنّى موقفاً طالب فيه بإجراء تحقيق فوري وشفّاف في تلك القضية مثلما فعل عبد الله السناوي في برنامجه «صالون التحرير» على فضائية «التحرير». رأى السناوي أن هذه القضية تضرّ بالثورة ومصالحها، ولا بد من أن يكون هناك موقف صريح فيها. من جهته، استعان محمود سعد في برنامجه «آخر النهار» على فضائية «النهار» بآخر ما كتبته شيماء على حسابها الشخصي على الفايسبوك قبل المشاركة في التظاهرة، إذ قالت: «البلد دي بقت توجع، مفيهاش دفا. يا رب يكون ترابها براح، وحضن أرضها أوسع من سماها». وانتقد سعد تعامل الداخلية مع التظاهرات السلمية، وطالب بالتحقيق الفوري في القضية. وفي برنامجها «الحياة اليوم» على شاشة «الحياة»، أجرت الإعلامية لبنى عسل مكالمة هاتفية مع معتز الشناوي، أمين إعلام «حزب التحالف الشعبي الاشتراكي»، وفتحت له المجال لشرح ما حدث في الواقعة. أوضح أن شهود عيان أكدوا أن قوات الأمن كانت تحمل أسلحة نارية وطلقات خرطوش، مشيراً إلى أنّ الحزب يطالب بمحاسبة رجال الداخلية المسببين قتل شيماء الصباغ. أما من يمكن تسميتهم المدافعين عن النظام ظالماً ومظلوماً، فتفوق الإعلامي محمد شردي في برنامجه «90 دقيقة» على نفسه. أجرى مداخلة هاتفية على قناة «المحور» مع اللواء مساعد وزير الداخلية الأسبق فاروق المقرحي الذي قال: «ورد إيه اللي رايحين يحطّوه في التحرير؟ وبمناسبة إيه واشمعنا في الوقت دا؟ وبعدين الصور اللي منشورة في جميع وسائل الإعلام بتقول إن التظاهرات مكنتش سلمية وكان في شباب معاهم خرطوش». وتابع قائلاً إنّ التظاهرات مخالفة للقانون والدستور، والدول الأوروبية تضع قوانين لتنظيم التظاهر. ونافس شردي زميله أحمد موسى على فضائية «صدى البلد» الذي قال إنّ النشطاء يقتل بعضهم بعضاً حتى تُتَّهَم الداخلية بالأمر، وأنّ الإخوان بدأوا بالفعل الخطة «حمادة». خطة كان موسى قد تحدّث عنها قبل أيام، مشيراً إلى أنّ كلمة «حمادة» هي كلمة السر في تحركات الإخوان يوم 25 كانون الثاني (يناير). باختصار، سقط الإعلام المصري في امتحان الذكرى الرابعة للثورة. مع سقوط شيماء مضرّجة بدمائها، وقع في حال من الضياع، متجنّباً تسمية الأشياء بأسمائها.