"هو لعب بالنار عند الحدود، أم تجاوز لكل الحدود؟" عبارة تصدّرت مقدمة نشرة أخبار "المنار" أول من أمس... ليلة كان الجميع في انتظار ما سيصدر عن القناة بعيد الاعتداء الاسرائيلي الذي أدى إلى استشهاد ستة من كوادر "حزب الله" في منطقة القنيطرة في مرتفعات الجولان السوري المحتل. الغارة الصهيونية لم ينظر اليها بعض الإعلام المحلي إلا من زاويته الخاصة المسيسة بل أكثر من ذلك.
لقد سجّل هذا الحدث سقطات إعلامية بالجملة، خصوصاً موقع "النهار" الإلكتروني الذي حذف الخبر المتعلق بعملية الاغتيال المعنون "المروحة العسكرية الإسرائيلية تقصف "هدفاً إرهابياً" في الجولان". تغطية "النهار" بدت فاقعة في تبرير الهجوم، ولو توارت خلف استقائها الأخبار من وكالات عالمية ومن الصهاينة أنفسهم. إذ نقلت عن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ القياديين من "حزب الله" كانوا في المنطقة "من أجل التخطيط للقيام بعمليات عسكرية على الشريط الحدودي مع الجولان". كما لم توفر ما أسمته "الجيش الإسرائيلي" الذي نقل عنه موقع "واي نت نيوز" بما يتطابق مع ما قاله المرصد "أنّ الهجوم استهدف ارهابيين كانوا يخططون لمهاجمة إسرائيل". واستفاض الموقع بعد ذلك في تحليل وتفكيك دور الشهيد جهاد عماد مغنية ورفاقه في الملف السوري.
خط التبرير انسحب على مقاربة mtv على لسان خبيرها في الشؤون السياسية والاقتصادية سامي نادر. لم ير الأخير في عملية الاغتيال سوى "محاولة الطرفين الإيراني والسوري تغيير قواعد الاشتباك". وفق نادر، فإنّ هذا الأمر يدفع "بإسرائيل الى التدخل عبر قصف "حزب الله" الذي يحاول إرسال الصواريخ الى حدودها"، مصوّراً العدو الصهيوني بمنطق العنصر الذي يُستدرج عبر القول بأنه تم "استحضار العنصر الإسرائيلي لتغيير وجهة الصراع في سوريا".
تصوير الاسرائيليين بأنّهم استُدرجوا إلى العملية!

طبعاً تبعت ذلك سلسلة أسئلة اجترها الإعلام المماثل طيلة الأزمة السورية من وجود الحزب داخل الأراضي السورية وصولاً الى اتهامه "بتأجيج الفتنة السنية ـ الشيعية" و"دعمه للنظام السوري". هذا ما أظهرته مقدمة نشرة أخبار القناة المسائية أول من أمس. أوردت أنّ "العملية الإسرائيلية مدانة، لكنها تفتح الباب للسؤال مجدداً عما يفعله "حزب الله" في الجولان السوري". ولم تخل تغطية قناة "المرّ" من تضارب في استخدام مصطلح "قتلى/ شهداء". فيما أوردت المذيعة نبيلة عواد داخل الاستديو عبارة "شهداء"، جاء التقرير المتحدث عن عملية القنيطرة ليتبنى مصطلح "قتلى". وعلى هذا المنوال، بدا إعلام "المستقبل" في تخبط تام، إذ وصفت صحيفة "المستقبل" هؤلاء الكوادر بـ "الشهداء"، فيما ظلت القناة تستخدم مصطلح "القتلى" في تغطيتها.
في الشق الخليجي للتغطية الإعلامية للحدث، لم تخجل "العربية" في الإمعان في التبرير والوقوف الى جانب الصهاينة مع استهلال خبرها بالاتكاء على صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي أعادت المعزوفة عينها المّسوقة إعلامياً بأن "جهاد مغنية كان يخطط لتنفيذ عملية في هضبة الجولان تهدف الى قتل عدد كبير من الجنود الإسرائيليين والسكان". وأوردت التغطية التي تولاها مراسل القناة في الأراضي المحتلة زياد الحلبي، وفي لبنان عدنان غملوش بأنّ "القنيطرة تشهد قتالاً شرساً بين قوات بشار الأسد وميليشيات "حزب الله" ومسلحي المعارضة". جملة واحدة تكشف الانحياز واللعب بالمصطلحات بين "مسلحين" و"ميليشيات". كما لم تبخل في التبرير للصهاينة بقصفهم مرات عدة نقاطاً في الجولان لأن الأسلحة المدّمرة "كانت في طريقها الى "حزب الله" في لبنان".
وبعيداً من منطق التبرير للجريمة، انشغلت القناة بفيديو الاعتداء على محامين لبنانيين ينتمون إلى كتلة "المستقبل" من قبل آخرين سوريين خلال حضورهم "مؤتمر المحامين العرب" في القاهرة. فضلت قناة "المستقبل" استهلال نشرتها المسائية به في تمييع ربما لخطها التحريري في ما يتعلق بجريمة القنيطرة. هكذا تصدر هذا الخبر مقدمة النشرة التي بدأت حملة على "شبيحة الأسد الذين اعتدوا على محامين لبنانيين".






http://www.alarabiya.net/ar/arab-and-world/2015/01/18/%D9%85%D8%B1%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B7%D9%84%D9%82-%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%88%D8%AE%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-.html

http://www.annahar.com/article/206583-%D9%87%D9%84-%D9%83%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D9%85%D8%BA%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D8%A7-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86