لم تكتف أسرة فيلم "ريجاتا" (إنتاج محمد السبكي، كتابة وإخراج محمد سامي) بقصّ شعر إلهام شاهين إحدى بطلات الفيلم، الذي تبين لاحقاً أنّه مجرد خدعة بصرية باستخدام "باروكة صلع". تواصلت حملة الدعاية المكثفة للفيلم بالأسلوب نفسه المتبع في معظم أفلام الأخوين أحمد ومحمد السبكي أي إثارة الضجة حول البرومو قبل التنصل منه والتأكيد على الالتزام بقرار الرقابة على المصنفات الفنية. البرومو أثار ردود فعل كثيرة في الأوساط المحافظة بسبب الألفاظ التي يعتبرها الغاضبون خادشة للحياء.
الفيلم الذي يؤدي بطولته محمود حميدة وعمرو سعد وفتحي عبد الوهاب وإلهام شاهين، يدور في الأجواء الشعبية حيث الفقر والجهل وانتشار الجريمة بكل أنواعها. الخلطة السبكية المعروفة كانت تنجح من قبل من دون ضجة تسبقها. لكن برامج الـ «توك شو» باتت تنتظر تلك الأفلام بلهفة لتدشين حملات ادعاء الحفاظ على الأخلاق بهدف زيادة نسبة المشاهدة، والمستفيد في النهاية هم أصحاب الفيلم عبر الترويج المجاني له بتصعيد القضية ثم التهرب من مقدماتها كما فعل صناع "ريجاتا" الذين نفوا علاقتهم بالبرومو المنتشر عبر الإنترنت. وأكّدوا أنّ بعض اللقطات سُرقت من المونتاج وأُقحمت في البرومو. وهو أمر لم يحدث من قبل في حملة دعائية تسبق عرض فيلم مصري جديد. كما أنه من المعروف أن لمحمد السبكي تحديداً القدرة على التصدي لمن يسطون على نسخ أفلامه إلكترونية، فكيف حدث السطو على لقطات من عملية المونتاج التي لا تهم الجمهور في شيء؟ وما يؤكد أن الضجة مفتعلة هو تصريح لعبد الستار فتحي رئيس الرقابة على المصنفات الفنية يؤكد أن الرقباء حددوا ثلاث لقطات «خادشة للحياء» وطلبوا من المنتج حذفها قبل التصريح بعرض الفيلم، وأنه وافق على ذلك. وأكد فتحي أن الرقابة ستتابع بدقة مدى استجابة السبكي لحذف اللقطات الثلاث من كل النسخ قبل التصريح بعرض الفيلم تجارياً. بالتالي، فإن أزمة الفيلم لم تكن مع الرقابة وفق كلام فتحي وإنما في عودة الجدل مرة أخرى حول أحقية صناع الفيلم في تخطي الخطوط الحمر للأوساط المحافظة. وكعادته فتح الإعلامي وائل الإبراشي باب الجدل الأول حول الفيلم واستقبل اتصالات من كل الأطراف مرتدياً عباءة النائب الجمهور ناقلاً اتهامات الناس لصناع الفيلم. اتهامات رفضها بطله عمرو سعد مشدداً على أن تاريخ الفنانين المشاركين في بطولة "ريجاتا" لا يسمح لهم بتقديم أفلام هابطة أو «خادشة للحياء» فيما اشتبك محمد السبكي لفظياً مع الإبراشي مقدم برنامج «العاشرة مساء» على «دريم 2» وانتهت المداخلة الهاتفية بينهما بغلق السبكي الهاتف في وجه الإبراشي لتزيد الضجة المفتعلة حول الفيلم الذي لم يصل إلى الجمهور بعد.