قررت شركة «غولدن لاين» تقديم جزء ثالث من مسلسلها «صرخة روح» (خماسيات لمجموعة كتاب ومخرجين) الذي يعتمد على التقاط نماذج «شاذة» وتقديمها بطريقة توحي للمشاهد بأنّها مكرسة، لا بل حالة عامة تتسيّد المشهد السوري اليوم، رغم ما يثقل كاهله من موت ودمار. وبمجرد أن أطلقت الشركة برومو الجزء الجديد من المسلسل، حتى انهالت التعليقات السلبية والانتقادات اللاذعة على المواقع الإلكترونية، متهمةً المسلسل بالمبالغة، ومتسائلة عن «مدى إمكانية عرضه في شهر رمضان».
لعلها المرة الأولى التي يواجه فيها مسلسل سوري حملة منذ بث البرومو الخاص به. وهذا يسجّل لمصلحة العمل ويعد ترويجاً له. عموماً، انطلقت الآراء التي انتقدت اللقطات التي اختيرت لتكون بمثابة إعلان عن المسلسل على اعتبار أنها مجرد مشاهد جنسية غير موظفة، ولا مبرر فنياً لتكريسها بهذا الشكل. واعتبر المنتقدون أنّه لا يمكن مشاهدة عمل من ثلاثين حلقة يدور حول محور واحد، هو الجنس، فكل الشخصيات تفكر فيه ليل نهار، وكل النماذج الاجتماعية المطروحة لا تتوانى عن الخيانة مثلاً. في «صرخة روح» فقط، نشاهد شاباً يخون عمّه مع زوجته، أو يخون أخاه ويوقع زوجة الأخير في شباكه، ولن يكون صعباً أن تخلق علاقة لرجل مع حماته إذا كانت تحتفظ بشيء من جمالها. أما عن خيانة الأصدقاء بعضهم لبعض، فحدث ولا حرج. وإذا كانت الدراما فناً اصطفائياً يعتمد على تسليط الضوء على الحالات النادرة والغريبة لشدّ الانتباه وجذب الجمهور، فيفترض أن يكون الاختيار موفقاً ودقيقاً بحيث ينجو بنفسه من الانحدار إلى مستوى مبتذل. لكن ماذا عن رأي الشركة بهذه الانتقادات؟ تجيب مسؤولة العلاقات العامة وإحدى مؤلفات «صرخة روح» ناديا الأحمر: «لا تشكل نسبة الانتقادات شيئاً أمام الآراء الإيجابية التي تصلنا. كذلك لا يمكن أن تقارن بحجم المتابعة الجماهيرية للعمل، وخصوصاً في جزئه الثاني، خصوصاً أنّ المسلسل حصد أعلى نسبة متابعة في لبنان حسب موقع إيبسوس». لكن من البديهي أن يحصد أي عمل يركز على الجنس بهذه الطريقة، جماهيريةً كبيرة من دون أن يحقق القيمة المطلوبة. ترد كاتبة «خواتم»: «رأينا أن الخيانة الزوجية حالة إنسانية لا تخص المجتمع السوري، بل تتعلّق بكل المجتمعات العربية وغيرها، ولم تعالج درامياً من كل الزوايا الممكنة. لذا، فإنّنا نعتبر أننا نقدم محاكمة نقدية درامية لهذه الحالات ونتنبأ بنتائجها الكارثية على المجتمع ونترك الحكم للمشاهد».
رغم تباين الآراء والانتقادات التي يتعرّض لها العمل، إلا أن الشركة تواصل إنتاجه بطريقة الخماسيات التي تخفف من ميزانيته. ومن المرجح أن تنجز جزءاً رابعاً بما أنّها تمكنت من جلب مجموعة كبيرة من النجوم لأداء أدوار البطولة فيه أمثال بسام كوسا، عباس النوري، عبد المنعم عمايري، وهم الورقة الرابحة للتسويق الجيد!