في أواخر العام الماضي، قرّر موظفو قناة «أوربت» السعودية في بيروت التوقّف عن العمل نهائياً وعدم بثّ البرامج لحين دفع مستحقاتهم المالية التي تأخّرت كثيراً ووصلت إلى 11 شهراً. استمرّ الإضراب ليومين فقط، قبل أن يتدخّل بعض القائمين على المحطة ويطلبوا من الموظفين العودة إلى عملهم مع التعهّد بدفع مستحقاتهم كلّها أو جزء كبير منها بداية عام 2015. بالفعل، عاد الجميع إلى مكاتبهم وحلّ العام الجديد.
لكن الوعود بقيت حبراً على ورق. لذلك، قرّر العاملون في «أوربت» التوقّف مرة أخرى عن العمل، وأعلنوا تنفيذ إضراب مفتوح بدءاً من الاثنين الماضي حتى لحظة كتابة هذه السطور. هكذا، لم تخرج البرامج التلفزيونية التي تبثّ من بيروت إلى الهواء وأهمها برنامج «عيون بيروت». ترك العاملون في «أوربت» من إعلاميين وتقنيين أعمالهم في المحطة، رافضين أيّ حلول كلامية من قبل إدارة القناة، فيما لا يُعرف متى تعود الشاشة إلى بثّ أعمالها من بيروت كما جرت عليه العادة. في السابق، كان الموظفون معتادين تأخّر المعاشات أشهراً عدّة، ولكن منذ سنة تقريباً لم يتقاضوا رواتبهم. لذلك فضّلوا إعلان الإضراب. قبل سنوات، تخلّت «أوربت» عن عدد كبير من العاملين لديها في مكتب بيروت بحجّة الأزمة المالية التي تعانيها، ولكن يبدو أن تلك المشكلة لم تُعالج، بل ازدادت سوءاً.
توقفت البرامج عن البثّ
منذ الاثنين الماضي


ويشير مصدر من «أوربت» لـ»الأخبار» إلى أن «هناك وعوداً بدفع المستحقات في اليومين المقبلين، لكن لن يعود الموظفون إلى مكاتبهم قبل تحقيق مطالبهم. لقد أصبح العمل في القناة السعودية يشكّل عبئاً على الموظفين الذين لم يتقاضوا أتعابهم منذ أشهر». ويضيف المصدر: «صحيح أن «أوربت» تعاني من أزمة مالية حقيقية، وهذا الأمر ينعكس على البرامج التي تبثّها وتفقد رونقها، ولكن هذه المرة الأولى التي تتفاقم فيها المشاكل المادية بشكل واضح وينتج منها تأخّر المعاشات كثيراً». ويختم قائلاً: «توقف البثّ عن الهواء يعني أنّ الأمور بين العاملين ومديري «أوربت» قد تصاعدت ووصلت إلى خواتيمها، وأن الحلّ يجب أن يكون سريعاً لعودة بثّ البرامج». من المعروف أنه يوجد في بيروت مركزان (مكتبان) لـ»أوربت»: الأوّل في منطقة الحدث (قضاء بعبدا)، ومنه تبثّ البرامج المباشرة. أما الاستوديو الثاني، فهو في منطقة المكلس (محافظة جبل لبنان)، حيث تجري عملية برمجة البرامج الفضائية. وكان مكتب «أوربت» في القاهرة قد أعلن قبل أشهر تنفيذ إضراب بسبب تأخر المعاشات أيضاً، لكنه عاد إلى عمله بعد تسديد الأموال. باختصار، تتخبّط «أوربت» يميناً وشمالاً وسط عاصفة مالية تضربها، فهل تقفل المحطة أبوابها، أم تمرّ الأزمة على خير؟