على مدوّنتها التي تحمل عنوان «ملامح النزاع» (Signs of Conflict)، نشرت الأكاديمية والمصمّمة والباحثة اللبنانية زينة معاصري مقالاً تطّرقت فيه إلى معرض بعنوان The World Goes Pop (مستمر حتى 24 كانون الثاني/ يناير 2016) يحتضته غاليري «تايت مودرن» اللندني. بحسب معاصري، يُسلّط المعرض الضوء على تفسيرات فنية لثقافة البوب ضمن سياقات أوسع تراوح بين أميركا الجنوبية وأوروبا الشرقية، وغيرها من المناطق الجغرافية. لكنّنا أمام نسخ مسيّسة من أعمال بوب تعود إلى أواخر الستينيات، تشجب الظلم الاجتماعي العالمي في العالم الثالث وانتهاك الحقوق المدنية في الغرب، فضلاً عن الخراب الذي تولّده الإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة، لا سيّما في حرب فيتنام. غير أنّ صاحبة كتاب «ملامح النزاع» (يؤرّخ الذاكرة البصرية للحرب الأهلية اللبنانية من خلال 500 ملصق سياسي) لاحظت استثناء المنظّمين لجغرافيا سياسية حاسمة: الشرق الأوسط، خصوصاً الصراع العربي ــ الإسرائيلي، ومعاناة الفلسطينيين من الاحتلال. وفي محاولتها تحديد السبب، لفتت معاصري إلى أنّها ليست مصادفة أنّ المعرض يقام في «غاليريات إيال عوفر» في الـ «تايت») التي أخذت اسمها من الملياردير الإسرائيلي إيال عوفر (1950).
الأخير سبق أن تبرّع للـ «تايت» بأكثر من 15 مليون دولار أميركي، وكان ناشطاً سياسياً في أواخر الفترة التي يتناولها المعرض، إضافة إلى عمله كضابط استخبارات في سلاح الجو الإسرائيلي بين 1967 و1973. وفي هذا السياق، أشارت معاصري أيضاً إلى أنّ معرض Conflict Time Photography (فوتوغرافيا وقت النزاع) الذي جرى العام الماضي في المكان نفسه تناول تاريخاً عالمياً من الصراعات الحديثة (20 على الأقل)، لكنه لم يتضمّن أي إشارة إلى الصراع العربي ــ الإسرائيلي.
وخلصت الأكاديمية اللبنانية المقيمة في لندن في النهاية إلى أنّه مرّة جديدة تترافق «الوحشية العسكرية على الأرض مع عملية محو هذه الوحشية من الخريطة العالمية للفن».