أغضبت الكاتبة البريطانية جاي. كاي. رولينغ (الصورة) عدداً كبيراً من معجبيها بتوقيعها أخيراً على رسالة تعارض مقاطعة إسرائيل، وهي المعروفة بمواقفها السياسية والاجتماعية التقدمية. كاتبة سلسلة روايات «هاري بوتر» الشهيرة انضمت إلى أسماء كثيرة معروفة مثل مقدّم البرامج ميلفين براغ، والكاتبة ليندا غرانت، والمؤرخ توم هولاند، والمؤلفة هيلاري مانتيل. هؤلاء البريطانيون وغيرهم، وقّعوا على نص يدعم شبكة بريطانية وصفوها بـ«المستقلة» تحمل اسمCulture for Coexistance (ثقافة التعايش).
أقل ما يمكن قوله عن الرسالة التي نشرتها أخيراً صحيفة الـ«غارديان» البريطانية أنّها «مخادعة»، على حد تعبير سارة إيرفينغ في مقالها الذي نشرته على موقع «الانتفاضة الإلكترونية». تزعم الرسالة أنّ «دعوات المقاطعة الثقافية والفنية التي تستفرد بإسرائيل تسبب الخلافات وهي تمييزية، ولن تؤدي إلى السلام». وتشدّد في سياق نصّها على أنّ «التواصل الثقافي يبنى جسوراً، ويغذّي الحرية والحركة الإيجابية من أجل التغيير».
بهذا، تتجاهل الرسالة العدد الهائل من الفنانين الفلسطينيين الممنوعين من الانخراط في عمليات «التواصل» بسبب التضييق الذي يمارسه في حقّهم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها الجدران غير القانونية، ونقاط التفتيش، وقيود السفر والتنقّل...
وتفشل الرسالة أيضاً في الاعتراف بأنّ التاريخ الطويل من «الحوارات» و«التواصل الثقافي» لطالما أهمل الهوّة الكبيرة لجهة القوّة والحرّية بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين يحتلون أرضهم.

يدعم النص شبكة بريطانية تحمل اسم Culture for Coexistance


في سياق بحثنا عن هوية القائمين على شبكةCulture for Coexistance، نجد معلومات لا تشكّل صدمة على الإطلاق. أوّل هذه المعلومات هو أنّ أحد قادتها هو الوكيل الأدبي لجاي. كاي. رولينغ المدعو نيل بلير، العضو في الفرع البريطاني من منظمةAbraham Fund التي تدّعي بأنّها تعمل على «تعزيز التعايس والمساواة بين اليهود والعرب في إسرائيل». والأهم أنّ هذه الشبكة مدعومة من بنك «هبوعليم» الإسرائيلي الذي يدعم إنشاء مستوطنات «لليهود فقط» في الضفة الغربية.
وفي 21 تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي، أعلن أصدقاءAbraham Fund في بريطانيا اختيار ألكس برامر رئيساً لهم. إنّه محرّر وكاتب عمود في صحيفة «ديلي مايل» البريطانية، الشهيرة بمواقفها الداعمة لإسرائيل، من دون أن ننسى صورها النمطية المليئة بالعنصرية والإسلاموفوبيا، علماً بأنّ برامر هو كاتب فيThe Jewish Chronicle ذات الميول الصهيونية الواضحة. وكانتAbraham Fund قد علّقت على الانتفاضة الفلسطينية الحالية في الأراضي المحتلة على صفحتها الفايسبوكية بالقول إنّ «المجتمع العربي في إسرائيل يجب أن يتّحد ضد الاعتداءات وعمليات الطعن التي تستهدف اليهود لتجنّب التحريض الذي يولّد هذه الأعمال»!