الليلة، يعود إلياس الرحباني ليقدّم آخر أعماله المسرحية التي تروي صراع الخير والشرّ والتمرّد والحرية، في قالب تراجي ــ كوميدي، تحت إشراف غسان الرحباني
باسم الحكيم
بعد غياب 15 عاماً عن المسرح، يعود إلياس الرحباني الليلة إلى خشبة «قصر المؤتمرات» في أنطلياس مع «إيلا». المسرحية التي أنجزها قبل عشرين عاماً (1988)، ظلّت حبيسة الأدراج حتى قرّر عرضها اليوم، بمساعدة ابنه غسان، الذي يتولّى مهمة الإخراج. أما البطولة، فهي لكلّ من عبير نعمة وجهاد الأندري وجيلبير جلخ وأليكو داوود ونهلا عقل داوود ورودي قليعاني وكارول عون. إضافة إلى فريق من الراقصين بإدارة الكوريغراف سامي الحاج، وإضاءة ريما الرحباني. تروي المسرحية قصة الصراع الأزلي بين الخير والشر في قالب من الفانتازيا المتخيلة. وتبلغ الحبكة الدراميّة ذروتها لدى اكتشاف أنّ الأخيار مجبرون على المشاركة في مؤامرة الشرّ. ينقل العمل واقع مجتمعنا في أجواء تراجيديّة ممزوجة بنفحات كوميديّة، كتبها الرحباني في «ألعن أيّام عاشها لبنان» كما يقول. وهي تدور في مدينة إيلا، المدينة الافتراضية (1544 ميلادية) الموجودة في كل حقبة من الزمن، رمزاً للقهر والخوف والفرح المكبوت. تعيش إيلا أسطورة غريبة، فأهلها مهددون من جانب المارد شامون، الذي يمنع الفتيات من الزواج. وعند بلوغهن الـ 18 من عمرهن، يجمعهنّ ويختار واحدة منهن، في موكب من الرعد والبرق. ويسمع صوت من الفضاء مسمّياً اسم الفتاة التي سترحل معه إلى المجهول. ويكون ذهابها ضريبة السعادة للمدينة. بعد الضحية الأولى، تظهر سولا (عبير نعمة) الثائرة والمتمردة. هنا ينقسم الناس إلى معسكرين، الأول يريد البقاء مع شامون، والثاني يقف مع سولا من أجل مواجهة المارد، وعدم تسليمه فتاة كضريبة للسعادة. تعمّ الفوضى المدينة، ويصبح الناس مخروقين ومحاصرين بأشخاص غرباء وأشرار.
تتجاهل سولا نصائح العرّافة (نهلا داوود) بالرضوخ لأوامر المارد شامون، ولا تسمع نصيحة عبّود المجنون (ألكو داوود)، الذي يخبرها بأن الشر يتمثّل في سلمون (جهاد الأندري).

ينوي إلياس الرحباني عرض مسرحية «الأندلس جوهرة العالم»
يشرح إلياس الرحباني بأن «إيلا هي لبنان وكل دولة مقهورة في هذا العالم، مدينتي متخيّلة لكنها ترمز إلى الواقع... وقصة المحبة والغفران ليست موجودة سوى في الأساطير». كما يدعو الجمهور في سن الـ 12 إلى مشاهدة المسرحيّة، «يجب أن يتعرف أطفال لبنان إلى هذه الأعمال». ويرى أن فكرة العمل لم تعالج بهذه الطريقة قبلاً، وهي تتضمن باقة من الأغنيات، بصوتَي عبير نعمة وجيلبير جلخ. بعضها يأتي في السياق الدرامي للعمل، والبعض الآخر يصلح للإذاعة بشكل مستقل عن المسرحيّة، منها «يا عازف الليل»، و«أكتر من لبنان»، و«ورق المكاتيب»، و«اعطينا القوة»، والأغنية الختامية «وصلنا عالنهاية».
من جهته، يوضح غسان الرحباني أنه يجد «متعة في تنفيذ عمل رسمه إلياس الرحباني بدقّة، وكتبه مع النص والموسيقى والشعر وحتى الإخراج، فتنحصر مهمة المخرج في تنفيذ المكتوب»، مثنياً على عمق النص وجمله منها أنّ «النضال من أجل الحرية أجمل من الحرية نفسها». ولا ينسى غسان توجيه التحية إلى روحَي عمّيه عاصي ومنصور، لأنهما خلقا جمهوراً عاشقاً للمسرح في لبنان.
بعد هذه المسرحيّة، ينوي إلياس عرض مسرحية «الأندلس جوهرة العالم»، التي قدمها مع عبير نعمة في قطر، بينما يراهن غسان على مشروعه الخاص، الذي كتبه وسيخرجه بنفسه، ويضع ألحانه مع ملحم بركات.


بدءاً من الليلة ـــــ «قصر المؤتمرات» (أنطلياس ـــــ شمال بيروت) ـــــ للاستعلام: 04/521525