لم تمرّ الدورة الأخيرة على خير. إدارة المهرجان تسعى إلى إرضاء جميع الأطراف، وتبحث عن التوازن السياسي في توزيع الجوائز! هكذا، حظي كل وفد عربي بنصيبه من الكعكة
محمد عبد الرحمن
طوال السنوات الماضية، كان «مهرجان الإعلام العربي» عرضةً لاتّهامات عديدة، أوّلها أنّه يبحث عن التوازن السياسي بين الجوائز! هنا، لا يخرج وفد عربي من دون جائزة واحدة على الأقل، والأفضل أن تحصل كل دولة على جائزة في المسابقة التلفزيونية، وأخرى في مسابقة الإنتاج الإذاعي. أما جوائز الدراما الرئيسية، فتكون عادةً من نصيب النجوم المصريين، إلى درجة أنّ الوفد السوري هدّد في إحدى المرّات بالانسحاب رسمياً.
هذا العام، نجحت إدارة المهرجان في تخطّي هذه العقبة، وسلكت منحدراً جديداً من الفضائح والمجاملات الاستفزازية. هكذا، حصل كلّ الضيوف العرب على حصّتهم المُرضية من الجوائز. إلا أنّ المفاجأة ـــــ أو الصدمة إن صحّ التعبير ـــــ كانت في الجوائز التي حصدها المصريون. بدا واضحاً أنّ شركات الإنتاج الحكومية ترى في المهرجان طوق نجاة لتأكيد جودة أعمالها، من خلال الحصول على جوائز عدة، علّها تلهي المراقبين عن الفشل الجماهيري والتجاري لمعظم تلك الأعمال. ويتردّد أن ما حصل هذا العام سيدفع منتجي القطاع الخاص إلى مقاطعة المهرجان في الدورات المقبلة.
في هذا الإطار، يكفي تأمّل قائمة الجوائز لاكتشاف فيض المجاملات. وقد جاء تصريح الناقدة ماجدة خير الله ليلة توزيع الجوائز ليعطي المعارضين سندهم القانوني. إذ أكدت خير الله أنها رفضت توقيع ورقة جوائز مسابقة المسلسلات الاجتماعية بعدما طرأت ثلاثة تغييرات على اللائحة التي اتفق عليها أعضاء لجنة التحكيم. وبعدما كان مقرراً أن تذهب «جائزة أفضل ممثلة» لليلى علوي عن مسلسل «مجنون ليلى»، كانت من نصيب السورية سلافة معمار عن «زمن العار». كذلك هربت «جائزة أفضل ممثل صاعد» من شريف سلامة عن «حرب الجواسيس» وحصل عليها الممثل خليل فاضل. أما التغيير الأهمّ فكان نزع «الجائزة الفضية» من مسلسل «حرب الجواسيس» الذي حقق انتشاراً كبيراً في رمضان الماضي لمصلحة «الهروب من الغرب» الذي انتهى عرضه قبل أيام على «القناة الأولى» المصرية ولم يحقق أي أثر! طبعاً لم تقصد خير الله أن الفنانين الذين حصلوا على الجوائز لا يستحقونها، لكنها كانت تشير إلى سياسة المجاملات التي يعتمدها المهرجان.
وإذا تأملنا قائمة الجوائز كاملةً، تتضح الصورة أكثر. «الهروب من الغرب» مثلاً، كتبه المؤلّف محمد الغيطي، وهو صاحب العلاقات النافذة مع مسؤولي «اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري». وقد حصد «جائزة أفضل سيناريست» عن مسلسل «أدهم الشرقاوي». كذلك حصلت إبنته ميار على «جائزة أفضل ممثلة صاعدة»، وزميلتها نسرين إمام على «جائزة أفضل ممثلة دور ثانٍ» عن «أدهم الشرقاوي» أيضاً. وقد أوحى ذلك أن لجنة التحكيم راضية عن كل عناصر العمل باستثناء المخرج والبطل، أي باسل الخطيب ومحمد رجب اللذين خرجا من دون أيّ جوائز.
كذلك فوجئ النقّاد بحصول مسلسل «الحياة لونها بمبي» على «جائزة الإنتاج الذهبية» في مسابقة الأعمال الكوميدية. العمل الذي يؤدي بطولته مصطفى فهمي ورانيا فريد شوقي لم يجد في رمضان سوى قناة «الأسرة والطفل» لعرضه بسبب مستواه. وتكررت المجاملات مع مسلسل «العمدة هانم» لصابرين الذي حصل على «جائزة الإبداع الذهبية» في المجال نفسه، رغم أن هناك عدداً كبيراً من الأعمال الكوميدية المصرية التي شاركت في المسابقة، على رأسها «ابن الأرندلي» ليحيى الفخراني. كذلك حصد «حقي برقبتي» لماجدة زكي على جوائز عدة، رغم عدم تحقيقه نجاحاً جماهيرياً أو نقدياً في رمضان، وإن كانت جائزة التمثيل التي فازت بها زكي لم تثر الغضب بسبب مكانة الممثلة المخضرمة. لكن المهرجان ظلم الفنانة اللبنانية كارمن لبس عندما أعطاها جائزة عن دورها في مسلسل «البوابة الثانية»، فيما تجاهل دورها المؤثر في مسلسل «أبو ضحكة جنان» الذي قدّمت فيه شخصية بديعة مصابني بتميّز كبير. فيما كان لافتاً حصول «تلفزيون الكويت» على جائزتين، فضية وذهبية، في مسابقة واحدة هي «التنويه الاجتماعي». بينما أُرضي «تلفزيون أبو ظبي» بجائزة في «مسابقة برنامج المنوعات» حصل عليها «ليالي السمر» الذي قدمته المغنية السعودية وعد.
ويمكن القول إنّ مشاركة الممثل محمود عبد العزيز في فيلم روائي قصير بعنوان «النشوة في نوفمبر» جاءت لتنقذ المهرجان من الغياب الكامل للنجوم الكبار. حصل عبد العزيز على «جائزة أفضل ممثل» عن هذا الفيلم، رغم أن معظم المهرجانات التي تفتح الباب للأفلام الروائية القصيرة لا تمنح جوائز للتمثيل. فيما فاز خالد صالح بـ«جائزة أفضل ممثل» في مسابقة الأعمال الكوميدية عن «تاجر السعادة»، وفاز خالد الصاوي بالجائزة نفسها عن مسلسل «قانون المراغي» في المسابقة الاجتماعية. هكذا، غاب باقي النجوم المصريين ومعظم النجوم العرب عن الحفلة التي اهتم أصحابها بالفنانين الساعين إلى الجوائز عبر وسائل عدة ستظل سراً في الكواليس... فيما باتت الفضيحة علنيّة.


جوائز

والفائزون هم...


انتهى «مهرجان الإعلام المصري» بتوزيع جوائز عدّة بلغت قيمتها 2.5 مليون جنيه مصري (نحو 460 ألف دولار). وقد فاز بـ«الجائزة الذهبية» في مجال المسلسل التاريخي، «بلقيس» للمخرج السوري باسل الخطيب، كذلك نال العمل «جائزة أفضل ديكور». وحصل «صدق وعده» للمخرج السوري محمد عزيزية على «الجائزة الفضية». ونالت السورية ريم علي بطلة المسلسل الأخير «الجائزة الذهبية لأفضل ممثلة»، فيما حصل السوري سلوم حداد على «الجائزة الذهبية لأفضل ممثل» عن دوره في مسلسل «الدوامة». وفي مجال المسلسل التاريخي أيضاً، حصد المخرج إياد الخزوز «جائزة أفضل إخراج» عن المسلسل الإماراتي «للأسرار خيوط». وحصل السيناريست المصري أسامة أنور عكاشة على «جائزة الإبداع الذهبية لأفضل سيناريو» عن الجزء الثاني من مسلسل «المصراوية»، كذلك حاز هيثم محمد «جائزة أفضل ممثل صاعد» عن دوره في المسلسل نفسه.
وفي مجال المسلسل الاجتماعي، نال مسلسل «هدوء نسبي» للتونسي شوقي الماجري «الجائزة الذهبية». أما «الجائزة الفضية» فذهبت للمسلسل المصري «الهروب من الغرب». ونال «جائزة أفضل ممثل صاعد» السوري خليل فاضل خليل عن دوره في مسلسل «سحابة صيف». أما «جائزة أفضل ممثل» فذهبت لخالد الصاوي عن دوره في مسلسل «قانون المراغي». وفي المجال نفسه، فاز السوري باسم ياخور (الصورة) بـ«جائزة أفضل تمثيل دور ثان» عن دوره في المسلسل المصري «حرب الجواسيس». وفي مجال برامج الطفل التلفزيونية نال البرنامج المصري «شقاوة عيال» «الجائزة الذهبية» ونال «قطار الزهور» «الجائزة الفضية». وحصل فريق عمل البرنامج الكويتي «تشكيل وتجدد» على «جائزة الإبداع الذهبية». أما قناة «المنار» اللبنانية فقد نالت «الجائزة الفضية» عن الشريط التسجيلي «72 ساعة»، فيما فازت «إذاعة النور» اللبنانية بـ«الجائزة الذهبية» و«الجائزة الفضية» عن فئة التنويه الاجتماعي من خلال برنامج «السرعة والأرقام»، «هدر المياه». كذلك فاز برنامج «أطفال دوت نت» بـ«الجائزة الفضية» عن فئة برامج الأطفال.