موعد فريد من نوعه مع شكل خاص من أشكال الفنون البصريّة، تضربه لنا «بيروت دي سي» و«متروبوليس» ومجلة «السمندل». والختام بفيلم صامت على أنغام الروك
سناء الخوري
إلى كل الذين اشتاقوا إلى «غرندايزر»، نبشِّركم بعودته الوشيكة إلى بيروت... البطل الجبّار يحلُّ ضيف شرف على مهرجان أفلام التحريك «بيروت متحرّكة» بدورته الأولى اليوم. صديقنا العملاق ليس كلّ ما في جعبة جمعيّة «متروبوليس»، و«بيروت دي سي»، ومجلة «السمندل» المتخصّصة في القصص المصوّرة. علماً بأنّها صمَّمت ملصقات المهرجان. يحقِّق هؤلاء حلماً قديماً، عبر إطلاقهم التظاهرة الأولى من نوعها في العالم العربي. حلمٌ زادت من إلحاحه الآفاق الجديدة التي انفتح عليها فنّ التحريك animation حول العالم. قد تكون أفلام مثل «برسيبوليس» لمرجان ساترابي، و«فالس مع بشير» لآري فولمان (على خطورة خطابه السياسي)، المثال الأوضح على آفاق أكثر عمقاً وتسييساً بدأت تتّخذ من التحريك لغةً لها.
بعيداً عن نمط الإبهار على طريقة «ديزني»، سيفتتح المهرجان عروضه اليوم مع «أعظم قصّة هجر رويت في التاريخ». تقترح الأميركيّة نينا بايلي (1968) في «سيتا تغني البلوز»، مضموناً بصرياً فريداً وزاهياً، هو النسخة المتحرّكة من ملحمة «رامايانا» الهنديّة. شريطها الطويل الأول إنتاج مستقلّ، يروي حكاية سيتا الإلهة الهنديّة التي تنفصل عن حبيبها الإله راما. في برنامج الأفلام الطويلة العالميَّة أيضاً، شريط الأوسترالي آدم إليوت «ماري وماكس» (2008)، و«لعبة عقل» (2003) للياباني ماساكي يواسا. يستضيف المهرجان أعمالاً ثنائية وثلاثية الأبعاد، وأفلاماً تتضمّن كولاجاً وطيناً وموادّ أخرى، لتشكل بانوراما لأساليب التعبير المعاصرة في هذا المجال.
المشاركة العربيّة كانت أولويّة لدى المنظّمين الذين حرصوا، كما يخبرنا ربيع الخوري من «بيروت دي سي»، على تحويل هذا الموعد إلى لقاء سنوي يغدو مختبراً للتجارب العربية الشابة ومنبراً لها. انطلاقاً من هذا الهاجس، يعرض أول فيلم روائي تحريكي طويل للسوريّة رزام حجازي «خيط الحياة»، وهو أول عمل تحريك مشترك بين القطاعين العام والخاص في سوريا (عام 2006). إلى جانب ذلك، تأخذ الأفلام العربيّة حصّة الأسد في فئتي الأفلام القصيرة والفيديو كليب. في الأولى، يستوقفنا لقاء للجمهور اللبناني مع الفلسطيني الشاب عامر شوملي عبر عمله «موت الضوء» (2008). في الثانية خمسة لقاءات مبهرة، أبرزها مع فنان الفيديو اللبناني غسان حلواني في عمله الجديد «تخبط» على أنغام تامر أبو غزالة.

يفتتح المهرجان عروضه اليوم مع «سيتا تغني البلوز»
اختارت الأعمال المشاركة لجنة مشتركة بين المنظّمين، كما يخبرنا عمر الخوري من «السمندل». يحدِّثنا الرسام عن اختيار المجلّة لحلقات مميّزة من أفلام التحريك اليابانيّة القديمة، أبرزها «غرندايزر» و«جزيرة الكنز» كاستعادة للحظات جميلة من طفولة كثيرين.
قد تكون المحطة الأبرز العرض الأول لفيلم «بونيو» لـ«معلّم» التحريك الياباني هاياو ميازاكي. يروي العمل قصّة حوريّة صغيرة، تفرّ من ظلم والدها في قعر البحار. العرض الأول هذا يسبق عرض الفيلم في الصالات اللبنانيّة خلال الشهر القادم.
أمّا الختام، فمع تجربة سينمائية ـــــ موسيقيّة مميّزة، إذ ترافق فرقة الروك اللبنانيّة XEFM فيلم الختام «مغامرات الأمير أحمد» (1926) للألمانيّة لوتي راينغر. تخترع المجموعة موسيقى مصوّرة للشريط الصامت، وهو أول فيلم أوروبي طويل تحريك، وأقدم فيلم تحريك محافظ عليه في العالم.
الليلة تضاف «بيروت متحركة» إلى روزنامة المواعيد الثقافيّة في المدينة. مهرجان يختار تسليط الضوء على أساليب تعبير بصريّة ما زالت تبحث عن شرعيّتها ومكانها، في لبنان وسائر الدول العربيّة.


يندرج «رسوم متحركة» ضمن تظاهرة «نقطة، خطّ، فقاعة» التي تنظّمها «البعثة الثقافيّة الفرنسيّة» للاحتفاء بالرسم بكل أشكاله، وتستضيفها فضاءات مختلفة من العاصمة ابتداءً من اليوم، وحتّى 22 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. يفتتح المهرجان عند الثامنة من مساء اليوم، ويستمرّ حتّى 20 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي ـــــ صالة «متروبوليس أمبير صوفيل».
للاستعلام:
www.metropoliscinema.net