إلى المنزل الذي كان يمضي فيه نهاية كل أسبوع، عاد غازي قهوجي جثماناً إلى صور أمس. ولد ونشأ وتفتّقت مواهبه قبالة جارته قلعة صور الرومانية البحرية وقبالتها من ناحية الغرب سيرقد في مقبرة صور. لم تعتد المدينة على أبو حسين صامتاً. رغم نجاحاته، لم يكن يبارح يومياتها، أنشطتها وأحداثها الفرحة والحزينة.
كان حاضراً في المهرجانات الثقافية والفنية التي أسهم في تنظيمها كجندي مجهول أو كصاحب مناصب رسمية حتى غدا أخيراً نائب رئيس «الحركة الثقافية في لبنان». لكن سمة عمله المهنية، لم تقمع فطرته النضالية التي مارسها في سنوات الحرب الأهلية والإحتلال الإسرائيلي للجنوب. أمس، تقبلت زوجته مرشدة الآغا ووالداه نادر وحسين التعازي، ثم سار نعش قهوجي أمتاراً قليلة من منزله إلى المقبرة التي يفصلهما الموقع الأثري ويجاورهما البحر. التشييع الحاشد تقدمه كل من النائبة بهية الحريري، وممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري أمين عام الشؤون الخارجية في مجلس النواب ورئيس «الحركة الثقافية في لبنان» بلال شرارة، والنائبة بهية الحريري، ومفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار الحبال، ورئيس اتحاد بلديات صور عبد المحسن الحسيني، ورئيس بلدية صور حسن دبوق، ونائبه صلاح صبراوي، وممثل النائب البطريركي للروم الملكيين الكاثوليك المتروبوليت يوحنا حداد.
كما جمع الطوائف والمذاهب في حياته وعائلته وأنسبائه، صلى على جثمانه في مسجد صور القديم المفتي الحبال ورئيس دائرة أوقاف صور الاسلامية الشيخ عصام كساب والشيخ حسن اسماعيل. ومن المعزين، نقيب الممثلين اللبنانيين جان قسيس، والفنانين فهد العبدالله والمسرحي رفيق علي احمد، وحشد من الشعراء والتشكيليين.