بعد سنة سينمائية افتقدت إلى الإثارة، ها هو عام 2009 يُختتم بجدل كبير أثاره فيلم «بالألوان الطبيعية». بعدما هدأت الضجّة التي سبّبها فيلم «ولاد العم» وبانتظار عرض فيلم خالد يوسف الجديد «كلمني شكراً»، جاء «بالألوان الطبيعية» ليملأ الفراغ بين الفليمَين، ويثير إشكاليات حول العلاقة بين الفنّ والدين. هذه الإشكاليات ركّزت على رسالة الشريط لا على مستواه الفني الذي رأى كثيرون أنّه لم يكن بحجم ما قدّمه المخرج أسامة فوزي، صاحب «بحب السيما»، مع شريكه الدائم السيناريست هاني فوزي.فوزي نفسه تخرّج من «كلية الفنون الجميلة» قبل 25 عاماً. وقد تمكّن في شريطه الجديد من رسم صورة واقعية جداً عن الكلية. ما أثار استياء طلاب الكلية الذي دعوا إلى مقاطعة العمل وحرّضوا «نقابة الفنانين التشكيليين» على اتخاذ إجراءات قانونية ضد «بالألوان الطبيعية». غير أن تلك الثورة هدأت تدريجاً فحظي صنّاع العمل باهتمام إعلامي كبير داخل مصر.
تدور أحداث الشريط حول يوسف (كريم قاسم) الذي يعاني أزمات عدة داخل كلية الفنون الجميلة: والدته ترفض دخوله الكلية ــــ في إشارة إلى احتقار المجتمع لدراسة الفنون ــــ وحبيبته (يسرا اللوزي) التي ارتبط بها عاطفياً وجنسياً وتحاول إقناعه بأنّ «علاقتهما حرام» وكذلك دراسة الفنون بسبب رسم الموديل العاري! ثم سرعان ما تقرّر الحبيبة ارتداء النقاب وتهجر يوسف. يصوّر الشريط الصراع الذي يعيشه يوسف وعلاقته بالله التي تدفعه إلى الابتعاد عن الرسم لفترة، قبل أن يتصالح مع نفسه في نهاية الأحداث. ولا ينسى الشريط أن يتناول الفساد المنتشر في الجهاز التعليمي.
وبينما ألغت الدولة في عهد الرئيس أنور السادات تقليد رسم الموديل العاري داخل الكلية، إلا أن الفيلم يتعرض للقضية باعتبارها لا تزال موجودة على قائمة اهتمامات الطلاب في المرحلة الحالية. فيما أكد المؤلف هاني فوزي لـ«الأخبار» أن غضب طلاب الكلية وأساتذتها كان متوقعاً لأنه ردة فعل طبيعية على الانتقادات الموجهة إلى الكلية، مؤكداً أنه لم يذكر كل الحقيقة. ويضيف أنّ الشريط لم يركّز فقط على أزمة الموديل العاري بل على الفساد المستشري في العملية التعليمية في مصر التي تتحالف مع التشدد الديني وتُتنج متخرّجين يبحثون عن الربح في المقام الأول. وطالب هاني فوزي مَن يرفض رسم الموديل العاري بعدم دخول الكلية على اعتبار أنّه لا دارس للطب قد يعترض على دخول المشرحة.





كلمني... فهمني

رغم موافقة الرقابة على عرض «بالألوان الطبيعية» كاملاً من دون حذف، إلا أنّ الشريط شهد لاحقاً حذف جملة «كلمني... فهمني»، في مناجاة بين البطل كريم قاسم (الصورة) والله.
ويقول قاسم هذه الجملة بعد أن يتعرّض للهجر من حبيبته التي تؤكد له أن ما يفعله حرام، فيدخل في حالة من الحيرة تجعله يدعو الله أن يرشده للطريق الصواب.
وقد دافع صناع العمل عن تلك المناجاة مؤكدين أنها منطقية تعبِّر عن حيرة البطل ورغبته في معرفة ماذا يريد الله من الإنسان.