يتخذ شريط رشيد بوشارب (الصورة) الجديد من مجزرة 8 أيار (مايو) 1945 نقطة لانطلاقته، قبل أن يذهب في رحلة عبر تاريخ الجزائر تحت عنوان «خارجون على القانون». ينجز السينمائي الفرنسي الجزائري الأصل عملاً تصل كلفته إلى 20 مليون يورو، ويواصل تصويره في ضواحي تونس العاصمة. «تتواصل أحداث الشريط من مطلع الأربعينيات لغاية عام 1962 سنة استقلال الجزائر»، يلفت بوشارب. بخلاف الأفلام السابقة التي تناولت الثورة الجزائريّة، ستدور معظم أحداث العمل في باريس، لتروي تفاعلها مع أحداث الداخل الجزائري خلال الخمسينيات من القرن المنصرم.تنطلق القصّة مع استحواذ المستعمرين على أرض إحدى العائلات في ضاحية سطيف (شرق الجزائر العاصمة)، فتترك العائلة بيتها وتنتقل إلى مدينة سطيف، لتشهد اندلاع أحداث 8 مايو 45. هناك، يستشهد الأب (أحمد بن عيسى) وتتبعثر مصائر أبنائه الثلاثة: يسجن عبد القادر (سامي بو عجيلة) في فرنسا، ويجنّد مسعود (رشدي زام) في الجيش الفرنسي ويرسل إلى الهند الصينية. أمّا سعيد (جمال دبوز) وأمه (شافية بو ذراع)، فينتقلان إلى فرنسا بحثاً عن لقمة العيش ويستقران في أحد الأحياء القصديرية.
يُتوقّع أن يعرض الفيلم في الدورة المقبلة من «مهرجان كان السينمائي»
بعد مدة قصيرة، يُطلق سراح عبد القادر، فيشارك في تأسيس فيدرالية فرنسا (جناح «جبهة التحرير الوطني» في الخارج)، ويعود مسعود إلى باريس للعلاج بعد التعرض لإصابة خلال إحدى المعارك في فيتنام. هكذا، يلتقي الإخوة الثلاثة مجدداً ويعملون معاً من أجل قضيتهم الوطنيّة، ما يعرضهم لملاحقات الشرطة الفرنسية، وخصوصاً ما كان يسمّى حينها مجموعة «اليد الحمراء».
تتطور الأحداث لتأخذ شكل حرب عصابات ومحاولات تصفية مناضلي «فيدرالية فرنسا»، ليغوص الفيلم في الكثير من مشاهد الاعتقالات والاغتيالات... ثمّ تتواصل أحداث الشريط وفق انتقالات تصويرية مفاجئة وصولاً إلى عام 1962.
بدأ صاحب «بلديّون» تصوير «خارجون على القانون» في فرنسا، قبل أن ينتقل إلى الجزائر ثمّ تونس، فتايلاندا حيث يصوّر مشاهد من حرب الهند الصينية. ويُتوقّع أن يعرض الفيلم في الدورة المقبلة من «مهرجان كان السينمائي» في نسخة رقمية، على أن يعرض في الصالات مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل.
سعيد...