انطلقت الاستعدادات لتصوير «ملكة في المنفى». مسلسل محمد زهير رجب لن يركّز على الشخصيات التي كانت مؤثرة في السياسة المصرية خلال تلك الحقبة، بل سيذهب إلى تصوير حياة الملكة نازلي وكواليس القصرخرجت نيكول سابا من السباق، وعاد التاج منفرداً إلى نادية الجندي، التي تنهي حالياً الاستعدادات الأخيرة لإطلاق تصوير «ملكة في المنفى». علماً أنّ المسلسل، الذي يحمل توقيع المخرج محمد زهير رجب، يتناول قصة حياة الملكة نازلي التي لم يحبّها المصريون، ورأى نجلها الملك فاروق أنّها أحد أسباب انهيار عرشه.
إذاً، خرج مسلسل «البرنسيسة والأفندي» الذي يتناول أيضاً سيرة نازلي، من سباق رمضان. وقد دفع ذلك مخرج العمل جمال عبد الحميد والمؤلف أحمد سلامة إلى رفع شكاوى رسمية ضد الشركة المنتجة بسبب قرار الانسحاب المفاجئ. فيما أكّدت البطلة المفترضة للعمل نيكول سابا صدمتها من ضياع فرصة تجسيد الملكة نازلي على الشاشة الصغيرة، لتتّجه الأنظار من جديد إلى الملكة الأقدم... نادية الجندي.
وكان المنتج إسماعيل كتكت قد أعلن قبل أشهر موافقة الجندي على تجسيد حياة والدة الملك فاروق في رمضان، ضمن عمل مقتبس من كتاب «ملكة في المنفى» لراوية راشد. وسيمثّّل المسلسل التعاون الثاني بين المخرج السوري محمد زهير رجب والمنتج إسماعيل كتكت، بعدما قدّما «أنا قلبي دليلي» في رمضان الماضي.
هكذا، يبدأ تصوير العمل الدرامي قريباً في مناطق مختلفة من مصر. وقد سمحت السلطات المختصة لأسرة العمل، بتصوير بعض المشاهد في معبد الكرنك في منطقة الأقصر (جنوب القاهرة)، وباستخدام أحد المراكب الأثرية. وأعلن رجب أنّ المشاهد التي ستُصوَّر في الأقصر هي مشاهد الحفلة الملكية التي نُظّمت احتفاءً بزيارة الملكة نازلي إلى المنطقة، حين استقبلها الأهالي والفرقة النوبية ورافقوها في زيارة المعابد، ثمّ ركوبها في أحد المراكب. والمفاجأة كانت أنّ المركب القديم نفسه لا يزال موجوداً، وسيُستخدم لإضفاء رونق على الصورة يناسب تلك المرحلة التاريخية. كذلك، سيستعين المخرج في الأقصر، بحوالى 500 شخص، وبالفرقة النوبية الموجودة في المنطقة حالياً، على أن ترتدي ملابس تناسب حقبة الأربعينيات، إلى جانب مئات الأهالي الذي رحّبوا بالمشاركة في العمل.
وبالتزامن مع الاستعداد لتصوير مشاهد الأقصر، يقوم المستشار الفني للمسلسل، السيناريست أشرف محمد، بمراجعة 27 حلقة انتهت المؤلفة راوية راشد من كتابتها حتى الآن، لتبقى بذلك ثلاث حلقات فقط. إذ تسعى الجهة المنتجة إلى عدم تخطّي حاجز الثلاثين حلقة. وبعدما شاهد عدداً من الأفلام الوثائقية عن تلك الأماكن الأثرية، يضع مهندس الديكور نبيل سليم اللمسات الأخيرة على التصاميم الخاصة بالقصور والنوادي الملكية التي تجري فيها الأحداث. كذلك أوشكت مصممة الملابس سحاب الراهب على إنهاء مهمتها، وخصوصاً تصميم ملابس العائلة المالكة والوزراء ورجال الحاشية.
من جهة ثانية، نجح المخرج السوري في تأليف فريق عمل يضم 200 ممثل معظمهم مصريّون. ويؤدّي دور الملك فاروق الممثل الشاب حسام فارس. ويشير هذا الاختيار إلى أن المساحة المعطاة للملك الشهير لن تكون كبيرة. فيما يؤدي الممثل المخضرم كمال أبو ريّه شخصية أحمد حسنين باشا، الزوج الثاني للملكة نازلي، بعد الملك فؤاد، الذي يجسد شخصيته فايق عزب. وتظهر الفنانة ليلى طاهر في شخصية الأميرة شويكار زوجة الملك فؤاد الأولى. ويجسد عبد الرحمن أبو زهرة شخصية شاه إيران، والأميرات شقيقات فاروق هنّ الممثلات أمل رزق وشيرين عادل ومنى هلا ونور قدري. وبعدما تألّق في مسلسل «حرب الجواسيس»، يؤدّي شريف سلامة شخصية الدبلوماسي المسيحي المصري رياض غالي، الذي ارتبط بإحدى بنات الملكة نازلي في أميركا. وقد أُسند دور مصطفى النحاس باشا إلى الفنان محمد متولي.
انطلاقاً مما سبق، يبدو واضحاً أن الشخصيات المؤثرة في السياسة المصرية خلال تلك الفترة لن تحصل على مساحات كبيرة عكس ما ظهر في مسلسل «الملك فاروق» (2007) لحاتم علي. أما السبب، فهو أنّ التركيز سينصبّ على حياة الملكة وكواليس القصر. إضافةً إلى أنّ جزءاً كبيراً من حياتها كان في أميركا لا في مصر.
وبعدما أعلن «التلفزيون المصري» عرض المسلسل حصرياً على قنواته الأرضية والفضائية، وقّع المنتج إسماعيل كتكت عقداً موازياً لعرض المسلسل على قناة «كايرو دراما»، في إشارة إلى أن مصطلح «حصري» صارت له ترجمات عدّة في الفضائيات المصرية. إذ إنّ «كايرو دراما» هي قناة مصرية، وبالتالي لم يكن هناك مشكلة عند مسؤولي «التلفزيون المصري» في التعاقد معها على اعتبارها لا تنافس «ماسبيرو»، عكس المنافس الأكبر، أي شبكة قنوات «الحياة»، إلى جانب قنوات «دريم»، و«المحور»، و«أو تي في». ويُنتظر التعاقد مع قناة فضائية عربية أخرى على الأقل ليكون «ملكة في المنفى» في مقدمة المسلسلات التي جرى تسويقها وبيعها إلى الفضائيات قبل تصوير المشهد الأول.
محمد...