غسان عبد اللهفي بريطانيا، ينتشر اسم عائلة «خان» بطريقة أصبحت معها الكنية القومية لمعظم المسلمين المتحدرين من أصل باكستاني أو هندي. من هنا، يجب الانطلاق لفهم عنوان شريط كاران جوهار «اسمي خان». الفيلم تصدّى لإشكاليات عديدة ازدادت حضوراً بعد اعتداءات 11 سبتمبر، لعلّ أبرزها مسألة الهوية والانتماء عند الجاليات المسلمة في الغرب.
يحكي الشريط، الذي حظي بحفاوة في «مهرجان برلين»، قصة رضوان (تناري شيدا) المصاب بالتوحّد، الذي كبر في إحدى ضواحي مومباي. يقع في غرام مانديرا (كاجول) فيتزوجها ويرحل معها إلى سان فرانسيسكو. لكنّ وصوله يتزامن مع اعتدءات 11 أيلول، فيصبح أحد المشتبه فيهم الدائمين بسبب مرضه. بعد اعتقاله، يحاول لقاء رئيس الولايات المتحدة لتسليمه رسالة. أظهر الشريط بطريقة حاذقة أن التمييز العنصري لا يرتبط بخلفية دينية أو إثنية. إذ إنّ رضوان نُبذ في مجتمعه الأصلي بسبب مرضه كما يُعامل المسلم في
دمج كاران جوهار المدرستين الهوليوودية والبوليوودية في فيلم واحد
المجتمعات الغربية. وقد اعتمد الشريط مبدأ الذهاب والإياب في الحكاية بين اللحظة الحالية والزمن الماضي. اختار المخرج لحظة محورية بدأ بها الشريط. إذ انطلق مع رحلة رضوان لإيصال رسالة إلى الرئيس الأميركي مفادها «اسمي خان لكنّني لست إرهابياً» ثم يعود بنا لنعرف تفاصيل الحكاية. هذه الرحلة شملت أماكن مختلفة من أميركا في محاولة لإبراز تنوع المجتمع. اللافت في الشريط أنّه لم يمارئ أو يتزلّف أياً من طرفي الخلاف، المجتمع الغربي أو الإسلامي، ولم يكن من نوع البروباغندا ذات الأجندة السياسية الموجّهة سلفاً، بل عالج الكثير من المشكلات المتعلقة بطرفي المعادلة بجرأة ووضوح. كما أظهر بمكوّناته الدرامية والفنية والإبداعية والتقنية إمكان الدمج بين مدرستين في السينما هما الهوليوودية والبوليوودية في فيلم واحد. وقد تجلّى ذلك على صعيد التصوير والإضاءة. أما على الصعيد الدرامي، فقد داعب بذكاء وكبرياء عقل المشاهد الغربي والهندي معاً. هذا، رغم وجود بعض المبالغات المشهدية والدرامية التي تجلّت في حمل رضوان السبحة والاستشهاد بآيات من القرآن طوال الفيلم. وعلى غير عادة السينما الأميركية، أسند المخرج المهمة الأساسية للقيام بحملة التضامن مع رضوان لدى اعتقاله، إلى شبان هنود وموظف من «بي بي سي» من أصل هندي لا إلى أميركيّين!

My name is Khan: «سينما سيتي»، «أمبير دون»، «أمبير سانت إيلي»، «بلانيت طرابلس».