تونس ــ سفيان الشورابيعملية رصد المسرحيات التي برزت في الموسم الماضي تؤدي إلى تقسيم ذي صنفين: الأعمال المسرحية الضخمة التي اشتغل عليها أصحابها بحرفية، والمسرحيات الـ «لايت» (إذا جاز التعبير) وهي مسرحيات المونولوج التي طغت على المشهد المسرحي. القسم الأول يضم مسرحية «مانفستو السرور» لتوفيق الجبالي، التي أنجزت لإحياء مئوية الأديب التونسي علي الدوعاجي. كما نذكر «آخر ساعة» لعز الدين قنون، التي تتناول أزمة امرأة تعيش ساعاتها الأخيرة. ومسرحية «حقائب» لجعفر القاسمي، التي تتناول وضعيّة الممثل المزرية. وهناك أيضاً مسرحيّتان تاريخيتان هما «ابن خلدون» لمحمد كوكة، ومسرحية «يوغرطة» لعبد المجيد لكحل. ويدور الهمس عن قرب انطلاق مسرحيّة جديدة للفاضل الجعايبي...
ما عدا ذلك، وجد عدد من الممثلين الطريق أسهل لعرض مسرحيات One man show رغم اعتراض النقاد. من بين العروض التي لاقت نجاحاً مسرحية «صنع في تونس» للطفي العبدلي، و«ايجا وحدك» لريم الزريبي. أما في ما يخصّ المهرجانات المسرحية، فقد أدت السياسة الخاطئة في البرمجة إلى تراجع «أيام قرطاج المسرحية» التي مثلت تجربة ريادية خلال الثمانينيات. وتضيق الفضاءات العامة، أكثر فأكثر، بفن المسرح الذي كان أبو الاستقلال الحبيب بورقيبة حريصاً على إعطائه بعداً وطنيّاً... حتّى لجأ بعض المسرحيين إلى صالات السينما لعرض أعمالهم. فيما لا تزال بعض الفضاءات الثقافية الخاصة مثل «التياترو» و«الحمراء» و«دار بن عبد الله» تصارع للبقاء والمحافظة على عروض جيدة.