ردّ الفعل على مؤتمر رام الله لم يتأخّر. أصدر كتّاب مستقلّون بياناً يؤكّد أن المؤسسة التي صادرت دور المثقف، لم تعد تمثّلهم...
القدس ــــ مصطفى مصطفى
«لن نقبل بعد اليوم أن يقف أحد لا يمثّلنا، لينطق باسمنا من دون إرادتنا». هذه الجملة تختصر موقف الكتّاب الفلسطينيّين من مؤتمر «اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين» الذي عُقد أخيراً في رام الله، بعد سنوات من غياب أيّ ذكر لـ«اتحاد الكتّاب». إذ إنّ قلة يعرفون أين يقع مقرّه المغلق منذ سنوات. وقد أصدرت مجموعة من الكتّاب الفلسطينيّين بياناً ترفض فيه نتائج «المؤتمر الثاني لاتحاد الكتّاب والأدباء الفلسطينيين»، وترى أنّ «النتائج السلبية التي آل إليها اتحاد الكتاب؛ هي امتداد لحالة شلل المؤسسة، وتحولها إلى الاستخدام الشخصي وامتيازات المتنفّذين».
المؤتمر الذي جاء تحت شعار «مؤتمر القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية» غاب عنه معظم الكتاب الفلسطينيين البارزين، مقابل حضور لنشطاء من حركة «فتح». وانتُخب رئيسه وأعضاء أمانته العامة بـ«التزكية» وهم 17 عضواً موزعين بين الضفة الغربية وقطاع غزة. كل ذلك بحضور وإشراف مباشر من مفوض المنظمات الشعبية اللواء توفيق الطيراوي (المدير السابق للاستخبارات الفلسطينية) وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح».
وفق البيان الذي وقّعه الكتّاب الفلسطينيون في الوطن المحتل واللجوء (بينهم زكريا محمد ويحيي يخلف وسحر خليفة وغسان زقطان ونجوان درويش وفاروق وادي وفيحاء عبد الهادي وجميل هلال ومريد البرغوثي وزياد خدّاش وعائشة عودة وباسم النبريص) فقد «جرى تعيين أمانة عامة للاتحاد، باتفاق فصائلي خرجت منه «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، ولم تطرح أيّ قضية دستورية أو ثقافية للنقاش». وقد طالب الموقعون بـ«تغيير اسم الاتحاد كي يتوافق مع الواقع. فهو يمثل المنضوين تحته فقط. (..) والكتّاب الفلسطينيون خارجه يمثّلون الكتلة الأكبر».

المتوكل طه انسحب قبل الانتخابات وهاجم المؤتمر ونتائجه

وكان نقاشاً حاداً أعقب المؤتمر بشأن شرعية الانتخابات، وكان أبرز أطرافه الرئيس السابق للاتحاد الشاعر المتوكل طه. هذا الأخير الذي ترأس الاتحاد 13 عاماً، انسحب قبل إجراء الانتخابات، وهاجم المؤتمر الجديد وانتخاباته ونتائجها «غير الشرعية». فيما يرى بعضهم أن غضب طه يعود إلى اختيار اللواء الطيراوي مراد السوداني رئيساً جديداً للاتحاد.
هذا الأمر جعل أحد الكتّاب يتساءل بمرارة: «كيف يُسمح أساساً لرجل أمن كتوفيق الطيراوي أو غيره، بصياغة اتحاد الكتاب وتعيين رئيسه؟ وإذا حصل ذلك، فهذا اتحاد أمني لا اتحاد كتاب. يجب القضاء على فكرة أن الموهبة المطلوبة لمَن يريد أن يكون رئيساً لاتحاد الكتاب أو غيره، هي أن يكون تابعاً لأحد رجالات السلطة و«فتح». هذا تقليد أُرسي منذ سنوات، وبلغ حده الأقصى اليوم». إذاً، إنّها مرحلة إحياء «الاتحادات» الفلسطينية الميتة لإعادة تمركز حركة «فتح» كما يبدو.
ويذكر أن المؤتمر أقيم بحضور 87 عضواً من «اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين» في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد واصل تقليداً غير حميد في عدم تمثيل كتّاب فلسطين المحتلة عام 1948.