سناء الخوري«أردت أن أكمل القصّة... نزلت إلى الخيمة التي نصبتها اللجنة أمام «الإسكوا»، وتعرّفت إلى السيدات، وبدأت تصويرهنّ»، يخبرنا. على أنغام مقطوعات موسيقيّة لشربل روحانا، يفتتح شمعون شريطه على مشهد عودة الأسير المحرر سمير القنطار. نحن وسط الحشد الشعبي والرسمي الذي حضر لاستقباله، وإذا بالكاميرا تلتقط وداد حلواني وهي تصرخ باسمه، وتسأله ألّا يضع يده بيد السياسيين المسؤولين عن الخطف، والصامتين عن حقوق شريحة من اللبنانين لم تنصفها المصالحات الشكليّة بعد. ثمّ تنتقل العدسة إلى تصوير عمليّات حفر المقابر الجماعيّة التي ضجّت الدنيا بها في الأعوام القليلة الماضية بين منطقتي حالات وعنجر. يعرّج العمل مرّة أخرى على خيمة «الإسكوا» التي ودّعت أحد أعتق وجوهها أوديت سالم، بعدما دهستها سيّارة، مختتمةً بطريقة عبثيّة حياةً من البحث العقيم عن ولديها.
في «مصابيح الذاكرة»، يواصل شمعون حفره في مشروعه التوثيقي لقضيّة أهالي المفقودين، مع فرق بسيط أنّ ألم هؤلاء كبر ثمانية عشر عاماً. الفيلم الذي أنجزه صاحب «أرض النساء» مع زوجته المخرجة مي المصري كمنتجة منفّذة، يسأل ما الذي حلّ بالملفات العالقة وكيف يتعامل أصحابها مع الوقت والفقد بعد كلّ هذه السنوات؟

8:00 من مساء اليوم ـــ «الأونيسكو» (بيروت)
للاستعلام: 03/888763


«أرض النساء»

حين يتحّدث جان شمعون عن الشخصيات النسائيّة في «مصابيح الذاكرة»، يبدي تعاطفاً يتخطّى تعاطف مخرج يتقن عمله. هاجسه بالمرأة المناضلة لازمة تتكرر في أعماله، منذ «زهرة القندول» (1985) الذي صوّر تجربة المناضلة اللبنانية خديجة حرز التي قاومت الاحتلال الإسرائيلي. وفي «رهينة الانتظار» (1994)، يذهب مع الطبيبة النسائية ليلى نور الدين، القادمة من باريس، إلى قرى الجنوب. ومن خلال عينيها يراكم صور الدمار. أمّا في «أرض النساء» (2004)، فيروي تجربة المناضلة الفلسطينية كفاح عفيفة، التي أمضت ستة أعوام في معتقل الخيام.