الدعاية الرسميّة التي مهّدت لانطلاق «آرت دبي» حاولت تبديد شبح الأزمة ومخاوفها. لكنّ المراقب المتمهّل سيتريّث قليلاً، قبل أن يحكم على الدورة الرابعة من هذا الملتقى الفني العالمي الذي ينطلق اليوم. هواة الفن الذين يملكون الإمكانات اللازمة للاستثمار في سراب السوق، هل حافظوا على حماستهم في هذا الزمن الصعب؟ اللجنة المنظمة للحدث التشكيلي الأضخم على مستوى المنطقة، أكدت أن «آرت دبي» لم يتأثر بالأزمة الاقتصادية، إذ بلغ عدد صالات العرض المشاركة في هذه الدورة أكثر من ٧0 صالة من ثلاثين بلداً حول العالم. باستثناء الحضور العربي اللافت في هذه الدورة، يواصل «آرت دبي» بذل كل ما بوسعه كي يفرض نفسه منصة دولية لعرض مئات الأعمال والتجارب الفنية على اختلاف أنواعها واتجاهاتها. مدير التظاهرة جون مارتن لفت إلى أنّ «أكثر من 25 في المئة من الصالات الفنية المشاركة، ستبادر للمرَّة الأولى إلى تخصيص أجنحة فردية تسلِّط الضوء على المسيرة الإبداعية لفنان أو اثنين». هذه الأجنحة الحصرية ستبرز كوكبة من المُبدعين، وتضمّ أعمالاً حديثةً لمبدعين من الهند ومصر، وفي طليعتهم الفنان الهندي العالمي مقبول فدا حسين أو «بيكاسو الهند»، والفنان التشكيلي المصري عادل السيوي، إضافةً إلى أعمال الجيل الجديد مثل اللبناني أيمن بعلبكي (الصورة لوحته «العين بالعين») والعراقي محمود العبيدي. ويحظى المصور التركي نظيف توبكوغلو باهتمام خاص في «آرت دبي» نظراً للشهرة العالمية التي حقّقها، وهذه المرة الأولى التي تعرض فيها أعماله في الشرق الأوسط. على هامش المعارض، تشارك مجموعة من أبرز النقاد والمختصين في الفنون البصرية في جلسات «منتدى الفن العالمي»، وتتناول محاور هذه الجلسات أهمّ مراحل تطوُّر الفنون المعاصرة في الشرق الأوسط والحداثة في إيران، وظاهرة المؤسسات الإبداعية العابرة. كما يتناول المشاركون في المنتدى التحوُّل في منظومة رعاية الأعمال الفنية الإبداعية، الخاصّة والعامّة، والتوجُّهات التي تحكم المقتنين المتمرِّسين. وتتضمن فعاليات «آرت دبي» تكريم الفنان الجزائري قادر عطية الفائز بجائزة «كابيتال» للأعمال الفنية، تقديراً لأعماله التي تمثل «وثيقة بصرية عن أثر السياسة الرأسمالية في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا». ومن الفنانين الذين سيكرمون أيضاً المصرية هالة القوصي والفنان اللبناني مروان سحمراني.

حتّى 19 آذار (مارس) الحالي ـــ «قاعة الجوهرة» (مدينة الجميرا) ـــ www.artdubai.ae