بعد عام على اقتراح المشروع، ها هو «مهرجان ومعرض السينما والتلفزيون» يبصر النور في دورته الأولى في ظلّ غياب أبرز شركات الإنتاج
باسم الحكيم
«دعماً لحركة الإنتاج في لبنان» هو شعار «مهرجان ومعرض السينما والتلفزيون» الذي ختم فعالياته أمس في قصر الـ«أونيسكو»، بتكريم حشد من الممثلين والمخرجين وشركات الإنتاج في لبنان والعالم العربي. الحدث الذي أُطلق السبت الماضي برعاية وزير الثقافة سليم وردة، تنظّمه «نقابة السينمائيين» بعد أيّام على انتخاباتها (28 شباط/ فبراير الماضي) التي أدّت إلى فوز النقيب السابق صبحي سيف الدين. مع ذلك، ينفي هذا الأخير أن يكون للنشاط أي علاقة بإعادة انتخابه «الإعلان عن المهرجان جاء في ختام الاحتفال بالعيد السابع والخمسين للنقابة قبل عام. لكن ما تغيّر أن مادلين طبر لم تعد مقرّرة المهرجان، بسبب انشغالها بين مصر وأميركا».
يصف سيف الدين المهرجان بـ«التأسيسي». لكن الصورة لمن يقصد المكان، تُظهر عكس ذلك. يُخيَّل إليك أنْ لا أحد معنياً بما يجري: الحركة خفيفة، وقلة من الممثلين والمخرجين لبّوا الدعوة ليلة الافتتاح. كما أنّ شركات الإنتاج المشاركة تعدّ على الأصابع. هنا، تجد شركة «مروى غروب» (مروان حداد)، وشركة Sunlight Production (علي كلش) وشركات أخرى يكاد رصيدها السينمائي والتلفزيوني يكون معدوماً، أو أنّ أصحابها مخرجون أو ممثلون يخوضون تجربة الإنتاج بين الحين والآخر، بينها شركة المخرجة رندلى قديح Upside Down Production، والممثلة وفا ملك منتجة فيلم واحد فقط هو «المشهد الأخير» من إخراج غسان أسطفان. ثم نجد شركات واستديوهات تسجيل للمخرج عادل سرحان وجوزيف قضماني وروجيه ضو. بينما ينفّذ معظمهم أعمالاً لمصلحة شركات غير مدعوة أو على الأقل، لم تلبِّ الدعوة. يؤكد سيف الدين أن «الدعوات وجّهت إلى الجميع من دون استثناء». وأين شركة «رؤى بروداكشن»؟ يجيب سريعاً بأن «مطانيوس أبي حاتم، اعتذر لأنه ليس لديه أعمال يسهم فيها»، ولا يجيب عن أسباب غياب شركات أخرى مهمة، كـ«فونيكس بيكتشر إنترناشونال» للمخرج إيلي معلوف، و«نيولوك بروداكشن» للمخرج بودي معلولي، و«لاك بروداكشن» لغابي سعد، و«فاير هورس» لنجاة رزق وغيرها. يلمّح سيف الدين إلى عدم رضاه عن أحد المنتجين، «لأن الممثل مغبون في أعماله ولا يوقّع عقود عمل معه». ولو أنّ الرجل غيور على مصلحة الممثل، لكان عليه عدم دعوة آخرين يرون أنهم يعطون الممثل «حسنة» لا حقّاً من حقوقه...
غابت عن المهرجان عروض لأفلام الممثلين المكرّمين
واللافت أن المهرجان الذي يحمل عنوان «مهرجان ومعرض السينما والتلفزيون» لا تتخلّله عروض لأفلام الممثلين المكرّمين، لا بل يكتفي بتكريم منتجين هم: رئيس «اتحاد المنتجين الخليجيين» يوسف العميري، رئيس «اتحاد المنتجين السعوديين» محمد الغامدي، رئيس «غرفة صناعة السينما والتلفزيون السوري» عماد الرفاعي، ومديرة «التلفزيون السوري» ديانا جبور، ونقيب الفنانين السوري والأمين العام لـ«اتحاد الفنانين العرب» أسعد عيد، ونقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، ورئيس «اتحاد الفنانين العرب» أشرف زكي (مصر)، إضافةً إلى ممثلين سوريين شاركوا في فيلمَي سيف الدين في السبعينيات وهما «الرجل الصامد» و«عرس الأرض»، ومنهم أديب قدورة، وطلحت حمدي، وخالد تاجا، وعبد الهادي صبّاغ، ثم غادة الشمعة. أمّا من لبنان، فالمكرّمان هما المخرجان سمير حبشي وبرهان علوية، «كما أطالب بوسام للمخرج الراحل جورج قاعي» يقول سيف الدين. ويكرّم أيضاً الممثلون رولا حمادة، وعلي دياب، وصلاح تيزاني (أبو سليم)، وفادي إبرهيم.
يحلو لسيف الدين أن يسمّي هذا الحدث، «الثورة الفنية التي نبدأها بإمكانات متواضعة وضئيلة، لعلها تكون الخطوة الأولى في طريق تحسين الإنتاج السينمائي والتلفزيوني وازدهاره وتفعيل الإنتاج المشترك بين لبنان والدول العربيّة»، لكن هذه «الثورة» النقابيّة مرتجلة لكونها قد استفاقت على إرسال الدعوات قبل 48 ساعة من الافتتاح، كما أنها عرجاء في ظل غياب شخصيات فاعلة فنيّاً، وغياب التنسيق مع النقابات الفنية الزميلة.