محمد خيرترى هل دعا «الرسميون» شعراء العامية من باب الاقتناع بتجربتهم، أم للإفادة من «أخطاء» الملتقى المستقل؟ الأكيد أنها كانت خطوة إيجابيّة، أن يتجاور هؤلاء مع شعراء من العراق وتونس واليمن استضافهم الملتقى. كذلك فإن جائزة خاصة منحت لديوان نثر العامية، فاز بها رامي يحيى عن ديوانه «الغريب» (ميريت). أما جوائز الفصحى، فذهبت إلى المصريتين غادة خليفة («تقفز من سحابة لأخرى»، دار فكرة للنشر والتوزيع) وحنان الشافعي («على طريقة بروتس»، دار شرقيات) والمغربي رشيد الخديري («ملهاة الكائن»، Info Print/ فاس). يبدو الكشف عن أصوات جديدة أبرز ما جمع الملتقيين، لكن تحسب ميزة إضافية

شعراء قصيدة النثر من السعودية كانوا اكتشاف الملتقى

لمصلحة الملتقى المستقل، هي منح جوائزه الثلاث لشعراء عن مخطوطات دواوينهم الأولى، ثم تولّيه طبع دواوين الفائزين: المصرية عزة حسين (على كرسي هزاز)، والسوريان خوشمان فادو (أنظر إليها كم أنت مرهق) وجوان تتر (هواء ثقيل). وقد يبدو مشهداً عربياً بامتياز أن يظهر فجأة ملتقيان متنافسان في بلد عانى طويلاً من تهميش قصيدة النثر... بل أعلنت هيئته الرسمية مسابقة للشعر العمودي تظهر نتائجها قريباً وقيمة جوائزها أضعاف أي جائزة نثرية. الأكيد أن كلا الملتقيين كان يحتاج إلى «جهة» تستضيفه: «نقابة الصحافيين» للمستقل، و«اتحاد الكتاب» للرسمي. لكن اللافت أن كليهما استطاع أن يجد راعياً في أوساط رجال الأعمال: حسن راتب (رجل تجارة الأسمنت) لملتقى نقابة الصحافيين، وعبد السلام الخضراوي (نائب مجلس الشورى) لملتقى اتحاد الكتاب، وستوضح الأيام المقبلة مصير تلك «الرعاية»: أهي لمصلحة قصيدة النثر، أم من سوء حظها.