تسع سنوات مرّت على انطلاق «الأسبوع في ساعة» ولا يزال الإعلامي اللبناني يطمح إلى تطوير برنامجه من خلال طرح قضايا اجتماعة وحياتية. وبين هذا وذاك، يحاول استكمال مشروعه في التوثيق للعائلات السياسيّة في لبنان
باسم الحكيم
منذ انطلاقه في كانون الأوّل (ديسمبر) 2001 حتى اليوم، استطاع الإعلامي جورج صليبي الحفاظ على تنوع كبير في ضيوف برنامجه «الأسبوع في ساعة» (الأحد 21:30)، رغم الحروب السياسيّة التي تشنها قناة «الجديد» على بعض السياسيين في مقدمات نشراتها الإخباريّة وبرنامج «الفساد» مع غادة عيد. هذا الأمر تحديداً، جعل مهمته في إقناع بعض الأطراف السياسيّين بالظهور على «الجديد»، أكثر صعوبةً وتعقيداً أحياناً. مع ذلك، يمكن الجزم بأن كل الأقطاب السياسيين والفعاليّات، ظهروا في برنامجه باستثناء رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري.
إذاً، دخل البرنامج عامه التاسع، في ظلّ تغييرات كثيرة شهدها خلال هذه السنوات «بدأنا بحلقات سريعة الإيقاع، مدتها ستون دقيقة فقط على طريقة البرامج الغربيّة، قبل أن نلاحظ أن المشاهد والمعلن، يفضّلان البرامج السياسية مع أكثر من ضيف، في ظل أجواء سجالية... وبما أنّه كان يستحيل تحقيق ذلك في ساعة، زدنا مدة الحلقة. وترافق ذلك مع تكاثر الأحداث السياسيّة والأمنيّة والاغتيالات».
وبين برنامجه الأسبوعي وتقديمه نشرات الأخبار، يكاد صليبي لا يجد وقتاً لإكمال مشروعه المتمثّل في التوثيق للعائلات السياسيّة اللبنانيّة في الجزء الثاني من كتاب «زعامات وعائلات». علماً بأن الجزء الأول صدر قبل تسعة أعوام. وينوي صليبي جمع «بورتريهات» عن شخصيّات سياسيّة وثقافيّة واجتماعيّة وفنيّة ورياضيّة أيضاً، تحمل انطباعاته عنهم من خلال لقائهم في برامجه الإذاعية في «صوت لبنان»، أو في حوارات صحافيّة أو في برنامجه السياسي أو حتى في اجتماعات جانبيّة أثناء إعداده لكتابه.
في العامين الماضيين، نجح هذا الإعلامي اللبناني في استضافة عدد من السياسيين كرئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله. وتبقى العقدة في موافقة الرئيس سعد الحريري على الظهور على شاشة معارضة. ويستغل صليبي حواره مع «الأخبار» لتوجيه الدعوة مجدداً إلى رئيس الحكومة، كاشفاً أنه يتواصل مع هاني حمود مستشار الحريري. ويأتي الاعتذار على الشكل التالي: «الحريري يفضّل عدم تكثيف إطلالاته التلفزيونيّة». ويسجّل صليبي عتبه على هذه الإجابات، «رئيس الحكومة، هو رئيس كل لبنان لا فئة أو تيّار معيّن، وليس منطقيّاً أن يكتفي بالظهور على شاشته ومع من يعتبرهم مقرّبين منه».
ويُجمع محبّو صليبي ومنتقدوه على أنّه استطاع المحافظة على هامش كبير من الموضوعيّة، وحرص على إظهار الرأي والرأي الآخر، وهو ما قد يراه بعضهم غريباً عن «الجديد»، التي تتّخذ خطاً سياسياً لا تنكره، «لا أحد يشبه الآخر مئة في المئة، وليس ضرورياً أن أكون نسخة طبق الأصل عن المكان الذي أعمل فيه، ويكفي أن نلتقي بالخطوط العريضة وبالمبادئ الأساسيّة، ولو اختلفنا في بعض التفاصيل». ويوضح أن شاشة «الجديد» أعطته موقعاً جيداً، و«هو نابع من اجتهادي وقدراتي... وهذه المحطة بالذات، لا تتبع زعيماً أو حزباً معيناً. لذا، فهي قادرة على المحافظة على هامش واسع من الموضوعيّة والحريّة والاستقلاليّة». ويدافع صليبي عن الرأي السياسي الذي تحمله نشرات الأخبار في المحطة، معتبراً أن «لكل وسيلة إعلاميّة رأيها السياسي. ولا بأس إذا سجّلت «الجديد» رأيها في مقدمة النشرة التي تنقل كل الآراء ولا تعتّم على أي موقف». يدرك صليبي أنّ المدارس الإعلاميّة في الغرب، لا تحبّذ المقدمات، «لكنني لمست أنّ المشاهد في عالمنا العربي، وفي لبنان خاصةً، يعشق المقدمات».

لكل وسيلة إعلاميّة رأيها السياسي و«الجديد» لا تعتّم على أحد
ظل صليبي طيلة السنوات الماضية، يخصص حلقات بين الحين والآخر للشباب وممثلي الأحزاب والتيارات السياسيّة، حرصاً منه على التنويع، إضافةً إلى حلقات ذات طابع اجتماعي سياسي أو شبابي، أو تحمل خلطة ثقافية سياسية وفنية في مناسبات معينة... «غير أنّ البرنامج اتخذ الآن اتجاهاً آخر، بعدما ملّ المشاهدون من السياسة... إثر الفترات السياسية الصاخبة التي عشناها قبل الانتخابات وخلالها وبعدها، ثم فترة طويلة قبل تأليف الحكومة، لا ضير من بعض التنويع في الريبورتاجات، ثم فقرة أخيرة أجول فيها مع ضيفي على اهتماماته خارج السياسة. كما خصصت حلقات عن الزلازل، وأخرى لمناسبة يوم المرأة العالمي». غير أنّ الجديد الذي قدّمه «الأسبوع في ساعة» هو بحسب صليبي «الحلقة الخاصة مع النائب سليمان فرنجية التي قاد فيها الطائرة والتراكتور، وأطمح اليوم إلى تصوير حلقة مشابهة مع النائب وليد جنبلاط، أحاوره فيها عن اهتماماته البيئية وقراءاته وموهبته في التصوير الفوتوغرافي، ونجول أكثر في قصر المختارة».


يكره صياح الديكة

تتميّز حلقات جورج صليبي بالهدوء. إذ يحرص على إبعاد نفسه وضيوفه عن السجال الحاد، موضحاً: «لا أستسيغ أسلوب صراع الديكة على الشاشة». ويصف أسلوب فيصل القاسم (الصورة) بأنه «استعراضي أكثر مما هو واقعي». ويكشف أنه يميل إلى أسلوب غسان بن جدو وأحمد منصور أكثر. صرف صليبي النظر عن الترشّح للنيابة، معتبراً أن «موقعي الإعلامي يكفيني حاليّاً، لكنه ليس آخر المطاف»، معتبراً أنّ الإنسان ليس تمثال شمع. لذا، فطبيعي أن تتبدّل آراؤه وأفكاره بين الحين والآخر، مع الحفاظ على ثوابت ومبادئ معيّنة، وذلك نتيجة لنضوج الإنسان ومروره بتجارب جديدة في حياته.