strong>سناء الخوري احتدم النقاش على صفحة الـ«فايسبوك»، لكن لم يحزر أحد معنى كلمة «شنكبوت». هل هو فيل، أخطبوط، أم عنكبوت؟ بعضهم أصرّ على أنّه طير، أو «سوبرمان»، فيما اعتقد البعض الآخر أنَّه نوع من الكنافة «الدايت». لكنّ «شنكبوت» العجيب هذا، ليس إلا عنوان أوّل عمل درامي عربي يعرض على الشبكة العنكبوتيّة. «شنكبوت» هو أيضاً اسم دراجة سليمان الخارقة. سليمان (حسن عقيل) هو عامل توصيل في الخامسة عشرة وبطل الـ«ويب دراما» الجديدة. بين شوارع العاصمة وأسطحها وأحيائها، يتنقّل المراهق الضاحك والمتفلّت على ظهر شنكبوته، ليلبّي خدمات خاصة لزبائنه. بين الأشرفيّة وبرج حمود، بين مونو والروشة، يوصل الشاب سلعاً لا تخطر على بال أحد إلى أيدي طالبيها: لوح شوكولا، حبة دواء، ولد من المدرسة، علبة دخان... كل ما تريد سيكون بين يديك شرط أن تتصل بخدمات «شنكبوت سوبر ستور»... وها هو «ملك الدليفري ببيروت جاييلك عالشنكبوت».
عند السابعة والنصف مساء اليوم، تطلق شركة «بطوطة فيلم»، بالتعاون مع «زيكو هاوس»، أوّل عمل درامي على الشبكة العنكبوتيّة من «غاليري آرت لاونج» (النهر ـــــ بيروت). التجربة فريدة عربياً، علماً بأنّ مثيلاتها بدأت تلقى رواجاً منذ أعوام في أوروبا والولايات المتحدة. موسم «شنكبوت» الأول يضمّ عشر حلقات، سيبدأ عرضها تباعاً على موقع خاص (www.shankaboot.com)، ابتداءً من الغد. مدّة الحلقة خمس دقائق، نعيش خلالها مغامرات سليمان المشوّقة مع رويدة (سميرة قوّاص)، الشابة التي تفرّ من بيتها بسبب سوء معاملة زوجها لها... ينضمّ إلى الثنائي شادي الغامض (نصري الصايغ)، وهو صديق سليمان المقرّب الذي يحاول دفعه نحو طرق شائكة، في مزيح من الفكاهة الخفيفة والدارما. سيتخذ موقع «شنكبوت» صبغة تفاعليّة، إذ يضمّ إلى جانب الحلقات ألعاباً ومنتدى يسمح للمشاهدين بإعطاء آرائهم، إضافةً إلى مقتطفات كوميديّة لشخصيّة وحيد البوز (هشام جابر).
كاتيا صالح مديرة «بطوطة فيلم»، تعوّل كثيراً على هذا الطابع التفاعلي. الشركة التي تملك خبرة عشر سنوات في إنتاج البرامج التلفزيونيّة في لندن، لمصلحة «الجزيرة الإنكليزيّة» والـ«بي بي سي»، وقعت تحت سحر الـ«شنكبوت» في أيار (مايو) 2009. يومها، طلب منها صندوق التنمية التابع لـ«بي بي سي» (BBC World Service Trust) تنفيذ أوّل «ويب دراما» عربيّة. «في أيلول (سبتمبر) الماضي، بدأت مرحلة كتابة السناريو بعدما اختارت الجهة المنتجة ستة أقلام شابة للمهمة هي باسم بريش ومعه أشرف نصر، وليلى مروة، وباسمة تكروري، وجمال غصن، ونديم دعيبس»، تخبرنا صالح المنهمكة بالإعداد للمرحلة الثانية من التصوير، خارج بيروت هذه المرّة...
المخرج أمين دره (عرفناه بدور التلميذ المتذاكي في إعلان «بنك عودة» الذي يسأل الأستاذ كم عدد سكان منطقة جب جنين)، اشتغل على كل حلقة كمن يشتغل على فيلم قصير. الشاب القادم من إخراج الإعلانات المصوّرة، أخذ في الاعتبار قرب الشاشة من المتلقّي، ليقتصد في حركة العدسة ويقترب من وجوه الممثّلين. من بين هؤلاء، البطلان حسن عقيل وسميرة قوّاص اللذان يخوضان هنا تجربتهما التمثيليّة الأولى، فيما يطلّ نصري الصايغ إلى جانب وجوه أخرى معروفة من رودني حداد، وناجي شامل، وساسين كوزلي، إلى بول سعدو، وعلي فرحات، وزياد أبو عبسي في ظهور خاص...
صوّر العمل في الطرقات بين الناس، في عجقة شوارع العاصمة الفجّة، وأصوات أهلها الحقيقيّة، ليخرج عابقاً بروائحها وغبارها. في هذا المشروع التفاعلي، سنرى بيروت كما هي، بعيداً عن لهجة الدراما اللبنانيّة الغريبة عن لهجة أهل الأرصفة وشبان التوصيل والنساء المعنَّفات. كبسة زر، فنشاهد حلقةً، نعلّق عليها، نتحاور مع فريق عملها. يمكننا أيضاً مساعدة الـ«شنكبوت» ليصعد على سطح أحد الأبنية. سننتظر أيضاً حادث الارتطام الغريب الذي سيقلب حياته رأساً على عقب. «سليمان سيشنكب المدينة قريباً»، يعد أحد المعجبين بالعمل على «فايسبوك». «شنكبها يا سليمان»، يكتب آخر. المشرف على كتابة السيناريو جايمس باين يعلّق من لندن، سائلاً سليمان إيصال سندويش لبنة إلى العاصمة البريطانيّة! في أجواء المرح هذه، تدرك كاتيا صالح وفريق العمل أنّهم «قد يدخلون التاريخ بهذه التجربة الرائدة». تجربة تفتح الفنون الدراميّة العربيّة على حقبة جديدة، قد تكون إيذاناً بموت احتكار التلفزيون للترفيه.
www.shankaboot.com