زينب مرعيمن أحياء بيروت الضيقة، انطلقوا إلى العالم. مصطفى فرّوخ هو ابن البسطة التحتا، والشيخ عبد الله العلايلي هو ابن المنطقة التي كانت تعرف بـ«الثكنات»... رحلة استكشافية في أحياء العاصمة، تنظمها جمعيّة «السبيل» مع بلدية بيروت وجامعتي «القديس يوسف» و«البلمند»، تقودنا إلى استحضار ستة مبدعين «بيروتيين» ضمن مشروع «اكتشاف الأحياء المحيطة بالمكتبات العامة لبلدية بيروت من الناحية الثقافية». الشخصيات الستّ هي من مختلف المجالات: التشكيلي مصطفى فرّوخ، الموسيقي توفيق الباشا، الشاعر الأخطل الصغير، الشيخ عبد الله العلايلي، الحقوقيّة لور مغيزل (الصورة) والكاتبة عنبرة سلام. تُعد الأمسيات تحيّة لهؤلاء المبدعين، لكنّها ليست النشاط الوحيد، إذ يتضمّن المشروع محترفات للكتابة الإبداعية، ومحترفاً للتصوير الفوتوغرافي ومحترفين للخط العربي والرسم.
الأسبوع الماضي، انطلقت أولى الأمسيات في «المكتبة العامة لبلدية بيروت» مع رائد الحداثة التشكيلية في لبنان مصطفى فرّوخ (1901ــ1957). شارك في الأمسية هاني فرّوخ نجل الفنان والأكاديميان فيصل ومهى سلطان. تلتها الأمسية الثانية المخصصة لتوفيق الباشا (1924ـ2005) التي شارك فيها التشكيلي أمين الباشا والباحثان الياس وفيكتور سحّاب.
مصطفى فرّوخ، وتوفيق الباشا، والأخطل الصغير، وعبد الله العلايلي، ولور مغيزل وعنبرة سلام
اليوم، يأتي دور لور مغيزل (1929ـ1995) التي خاضت معركة بغية تنزيه التشريع اللبناني عن كل ما هو مجحف بحقّ المرأة وأصدرت كتباً في هذا المجال. أما المناضلة الثانية التي تكرّس لها أمسية الجمعة فهي عنبرة سلام (1897ـ1986) التي اشتهرت بتمرّدها وأثارت ضجّة حين كشفت عن وجهها عام 1928. ومن النضال النسوي إلى الشعر، مع بشارة عبد الله الخوري (1885ـ1968، 18/3). «الأخطل الصغير» اشتهر أيضاً بمعاركه السياسية ضد الاستعمار والصهيونيّة. وآخر المكرّمين الشيخ عبد الله العلايلي (1914ــ1996، 19/ 3). الإضاءة على هذه الشخصيّات الراحلة يأتي بسبب الإهمال الرسمي لنتاجهم. صرخة أطلقها أيضاً الأخوان سحّاب وأمين الباشا في أمسية توفيق الباشا الذي أصبح بثّ موسيقاه مستحيلاً بسبب قواعد السوق...

جميع الأمسيات تقام في المكتبة العامة لبلدية بيروت (الباشورة) باستثناء أمسية لور مغيزل التي تقام في «مكتبة الجعيتاوي» (الأشرفية) ـــــ للاستعلام: 01/667010.