حالما أعلن أنّه سيؤدي دور البطولة في «ذاكرة الجسد» تعرّض النجم السوري لحملة تتّهمه بأنّه ساند المنتخب المصري ضدّ بلد المليون شهيد
وسام كنعان
مَن قال إنّ الأزمة «الكروية» بين المصريين والجزائريين انتهت مفاعيلها؟ ها هو جمال سليمان يدخل دائرة الاتّهام، بعدما نشرت صحيفة «الشروق» جزائرية نصّاً يفيد أنها تملك تسجيل فيديو للنجم السوري، يحمّل فيه الشعب الجزائري مسؤولية ما حدث بين منتخبَي البلدين.
اللافت أنّ هذه الصحيفة تحديداً، التي كانت من أكثر المنابر الإعلامية تجييشاً وتحريضاً على المصريين، لم تذكر هذا التسجيل، إلّا بعدما بدأ تداول اسم سليمان، لأداء شخصيّة خالد ابن طوبال في مسلسل «ذاكرة الجسد» (الكتابة الدرامية لريم حنا) المقتبس عن رواية أحلام مستغانمي الشهيرة. ويأتي ذلك بعدما أعربت الروائية الجزائرية عن رغبتها في أن يؤدّي سليمان دور ابن طوبال، الذي جسّد شخصيّة أحد أبطال الثورة الجزائرية في الرواية.
أعربت أحلام متسغانمي عن رغبتها بتأدية جمال سليمان دور خالد ابن طوبال
هكذا أعلنت الصحيفة أنّ الشعب الجزائري يطالب باستبعاد النجم السوري عن الدور. وسرعان ما جاء رد المكتب الإعلامي لمخرج العمل نجدت أنزور، الذي قال إنّ المخرج السوري يرفض كل الاتهامات الموجّهة إلى سليمان، «ويؤكّد على الحس الذي يشعر به الفنان السوري جمال سليمان تجاه كل الدول العربية، وخصوصاً أنه حضر «مهرجان وهران» السينمائي الأخير. وكانت هذه زيارته الأولى إلى الجزائر، وقوبل بحفاوة شديدة ما جعله يمدّد زيارته». وأتى هذا البيان ليكون بمثابة تأكيد على تمسّك المخرج السوري بخياره الفني، وإصراره على إسناد الدور إلى جمال سليمان. ويُتوقّع أن ينطلق تصوير المسلسل منتصف الشهر المقبل، كي يكون حاضراً للعرض في رمضان المقبل على شاشة «أبو ظبي»، الجهة المنتجة للعمل.
من جهته، أصدر جمال سليمان بياناً أوضح فيه أنه «يعود للحديث عن أزمة مصر والجزائر مكرهاً، طالما أنها مرت بسلام، وتجاوزها معظم العرب». وأضاف إنّه «مضطر إلى ذلك ليبيّن أنّ ما نشرته الصحيفة الجزائرية افتراء وكذب»، مؤكّداً أنّ موقفه الذي أدلى به في ختام «مهرجان القاهرة السينمائي» الأخير لم يتبدّل، فهو لن يقدِم على شتم الشعب المصري حتى لو مُنح «الأوسكار»، كذلك، «لن يهين الشعب الجزائري رغم الإساءة إليه، ونشر بعض التعليقات المهينة بحقه على الإنترنت من جانب مشجعي المنتخب الجزائري».
يذكر أنّه في ختام «مهرجان القاهرة السينمائي»، دعا سليمان إلى التهدئة، وطالب بتأليف لجنة من «جامعة الدول العربية» للتحقيق في الأحداث المصرية ـــــ الجزائرية بهدف معرفة من هو الطرف المسيء، وإرغامه على الاعتذار.
واللافت أنّ «الشروق» لم تكتفِ باتهام سليمان بالانحياز إلى المصريين، بل أعلنت أن الممثل السوري يواجه «انتقادات لاذعة» من زملائه في الوسط الفني في سوريا نتيجة اعتذاره عن عدم أداء «الكثير من الأعمال الفنية الشامية مقابل حصوله على أدوار في الدراما المصرية، من بينها مشروع مسلسل جديد بعنوان «حضور وانصراف» إلى جانب المغنية المعروفة بإباحيّتها روبي، وهو ما كان وراء انسحابه من الجزء الثاني من مسلسل «أهل الراية»، وإسناد دوره إلى النجم الكبير عباس النوري». طبعاً، هذه الاتهامات عارية من الصحة، وخصوصاً أن سليمان أوضح سبب اعتذاره عن عدم المشاركة في بعض الأعمال الشامية، كما أنّ أسرة الجزء الثاني من مسلسل «أهل الراية» سبق أن اعترفت بنجاح سليمان في الجزء الأول، قبل اعتذاره عن عدم المشاركة في الجزء الجديد.