وسام كنعانصار الوطن يحتاج إلى عيد حتى يغني له أبناؤه. وباتت الأغنية الوطنية مرتبطة بالمناسبة القومية، مع الأخذ في الاعتبار ارتباطها غالباً بشخص الرئيس.
في آذار (مارس)، ونيسان (أبريل)، وأيار (مايو)، تشهد سوريا أهم أعيادها القومية، بدءاً من عيد ثورة آذار، مروراً بعيد الجلاء، وميلاد حزب البعث الحاكم وانتهاءً بعيد الشهداء. هكذا تتحوّل هذه الأشهر الثلاثة إلى موسم للأغنية الوطنية. وقد انطلقت من دمشق أوبريت «يا قدس» وغنتها كل من ميادة الحناوي، وصباح فخري، ولطفي بوشناق وسعدون الجابر. ويبدو أن هذه الأوبريت أسهمت في تكوين حافز لدى مجموعة من المطربين السوريين الشباب الذين أطلقوا أخيراً أوبريت «الله حاميك يا شام» التي بثتها بعض الإذاعات المحلية الخاصة. ومن بين المطربين الذين غنوا الأوبريت سائر العلي، وجان خليل، والمايسترو هادي بقدونس. ويبدو واضحاً تكرار الأغنية للتعابير التي يستعملها الرئيس السوري بشار الأسد، الذي سبق أن قال «سوريا الله حاميها». كذلك، أطلق مصطفى الخاني أغنية «لعيونك يا شام» في مناسبة عيد الجلاء، وصوّرها بطريقة الفيديو كليب بالتعاون مع المخرج بسام الملا. وبدا واضحاً من كلمات الأغنية سعي الخاني إلى مغازلة خطاب الأسد الشهير.
وقد ترددت شائعات عن نية جورج وسوف تسجيل أغنية وطنية موجهة إلى الرئيس الأسد. ولم يثر الأمر استغراب أحد، إذ سبق لوسوف أن غنّى لحافظ الأسد أغنية «تسلم للشعب» وغيرها. وتزامناً مع هذه الشائعات، أذيعت أغنية نجوى كرم «بالروح بالدم»، على الإذاعات، وهو الأمر الذي أدهش المستمعين السوريين، وخصوصاً أن «بالروح بالدم» هو الهتاف الذي ردده الشعب السوري للرئيس الراحل حافظ الأسد، ومن بعده للرئيس بشار الأسد. لكن اكتشف الجمهور سريعاً أن «بالروح بالدم» هي أغنية عاطفية! وتاريخ «شمس الغنية» يشهد على علاقتها الجيدة بسوريا، إذ سبق أن غنّت لحافظ الأسد «منرفع أيدينا بعتمات الليالي... سوريا بلدنا وأبو باسل قائدنا».