باسم الحكيمبعد ظهر الجمعة، بدا النقيب ملحم كرم متعباً على منصّة الـ«أسمبلي هول» خلال مؤتمر صحافي لإعلان برنامج «مهرجان بعلبك». لكنّه تكلّم ببلاغته المعهودة عن أمجاد لبنان وما شابه. تلك كانت إطلالته الأخيرة. صباح اليوم التالي، نقل كرم في حالة صحيّة حرجة إلى مستشفى «أوتيل ديو»، حيث فارق الحياة عن 76 عاماً.
وعبّر رئيس الجمهورية اللبنانيّة العماد ميشال سليمان عن حزنه لرحيل كرم الذي «نذر حياته للصحافة (...) عاملاً على إعلاء شأن المهنة»، فيما نعاه رئيس «اتحاد الصحافيين العرب» إبراهيم نافع، ونقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي، و«المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع».
هل تستعيد النقابة شبابها... وتنفتح على المهنة والمجتمع والعصر؟
ولم تكد تفرغ كرسي النقيب، حتّى ظهرت الخلافات بين أعضاء «النقابة» التي حان وقت إحيائها وتحديث قوانينها وإعادة تحديد دورها المهني والأخلاقي، المادي والمعنوي، في الحياة الإعلاميّة اللبنانيّة. في الاجتماع الأوّل بعد رحيل كرم أول من أمس، وقع الخلاف على من يترأس الجلسة، وعلى كيفيّة نعي النقيب الراحل. ويروي أحد الحضور: «بدا الجميع في حالة ضياع، والنقابة أقرب إلى دار للمسنين منها إلى نقابة محررين». والمعروف أن معظم الصحافيين الناشطين اليوم، شباباً ومخضرمين، أعرضوا عن «نقابة المحررين» التي لم تعد تعنيهم... واقتصرت العضويّة على فئة محدودة من المنتسبين الموزعين حسب كوتا طائفية وسياسية وفئوية ضيقة («الأخبار»، 21/ 12/ 2009)...
ترأس الجلسة نائب النقيب سعيد ناصر الدين، ثمّ انضم إلى الحاضرين نقيب الصحافيين محمد البعلبكي، ووُزِّعت الأدوار بين الأعضاء بشأن كيفيّة إرسال النعي إلى القيادات السياسيّة والدينية.
تذكّر المجتمعون نقيبهم الراحل، وما قدمه خلال ولايته الطويلة. المعروف أن ملحم كرم تربع على عرش «نقابة المحررين اللبنانيين» أكثر من أربعة عقود، حتى ارتبط أحدهما بالآخر. وكان قد دخلها شاباً في نهاية عام 1960 بعد عقدين من انفصالها عن نقابة الصحافة، وتولّى قيادتها منذ عام ١٩٦٦. يُذكر أن كرم الذي احتفل بتجديد ولايته قبل عام تماماً (18 أيار/ مايو 2009)، أمضى الأشهر الأخيرة في حالة صحيّة صعبة، لكنّه فضّل عدم التنحّي حتّى اللحظة الأخيرة.
وشغل الراحل منصب رئيس «اتحاد الصحافيين العرب»، ومناصب عدّة بينها: رئيس تحرير مجلة «الحوادث»، وصحيفة «البيرق»، ومجلتي La Revue Du Liban و Monday Morning.
تقام الصلاة لراحة نفسه في كاتدرائية مار جرجس للموارنة في وسط بيروت، ظهر غد الثلاثاء. ثم ينقل جثمانه إلى مسقط رأسه في دير القمر، حيث تقام الصلاة في كنيسة سيدة التلة. وتقبل التعازي في صالون كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت أيام الاثنين والأربعاء والخميس 24 و26 و27 الحالي، من الساعة الحادية العاشرة قبل الظهر، وحتى الساعة السابعة مساءً.