تونس ــ سفيان الشورابيالقناة الفضائية التونسية «نسمة تي في» غير مرغوب بها في الجزائر. إذ قررت الحكومة الجزائرية إقفال مكتب القناة نهائياً، وطالبت فريق عمل المحطة بمغادرة البلاد خلال خمسة عشر يوماً.
وحتى الساعة، يبدو تعامل الجزائر مع قناة موجهة إلى الجمهور المغاربي غير مفهوم. وكان كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي قد هدّد رسمياً إدارة «نسمة تي في» بالملاحقة ومصادرة التجهيزات إن لم تترك الجزائر، مستنداً في قراره إلى «التجاوزات التي قامت بها القناة داخل الجزائر، أهمها نشاطها في إطار غير قانوني أي بدون ترخيص من السلطات المؤهلة قانونياً». والمعلوم أن قانون الإعلام في الجزائر الصادر في السابع من نيسان (أبريل) 1990 أقر أهلية «إنشاء مصالح خاصة للاتصال السمعي ــــ البصري»، لكنه لم يتطرّق إلى آليات تنظيم القطاع الخاص. وهو ما حدا بالدولة إلى مواصلة احتكار هذا المجال. وحتى الآن، ليس في الجزائر أية قناة تلفزيونية خاصة.
وكانت تقارير إعلامية سبق أن تحدثت عن قضايا عدة مرفوعة ضد مدير القناة نبيل قروي، بلغ عددها أخيراً 12 قضية. أهمها قضية متعلقة بحقوق المؤلف، والحقوق المجاورة، رفعها ضده «الديوان الوطني لحقوق المؤلف» في الجزائر بسبب استغلال القناة عدداً من الأغاني الجزائرية من دون أخذ الموافقة من أصحابها. هذا إلى جانب استغلال المحطة أرقاماً خاصة بمؤسسة «اتصالات الجزائر» بهدف استعمالها في مختلف مسابقات القناة. كما وقعت إدارة التلفزيون عقد شراكة مع فريق كرة القدم «مولودية الجزائر»، ليحمل الفريق شعار القناة. وهو ما اعتبره مسؤولو «الاتحادية الجزائرية لكرة القدم» تهديدا لاحتكاره حقوق نقل المباريات الكروية.
وسبق أن احتج «التلفزيون الجزائري» إلى «الكونفدرالية الأفريقية لكرة اليد» بسبب منعه من الحصول على حقوق بث مقابلات البطولة الأفريقية، بينما مكنت «الفيدرالية المصرية» المنظمة للبطولة الأفريقية لكرة اليد قناة «نسمة تي. في» من حقوق البث الفضائي والأرضي. يضاف إلى ذلك، المشاكل الكثيرة التي يعانيها نبيل قروي منذ مدة مع الجزائريين في قطاع الإشهار والاتصالات، ما زاد الأمور تعقيداً.
وكان التونسي طارق بن عمار شريك رئيس الوزراء الإيطالي الحالي سيلفيو برلوسكوني في ملكية «نسمة تي في» التي تبث من تونس، قد أعلن أخيراً عن حصول القناة على اعتماد سيخوّلها حق افتتاح مكتب في الجزائر، وهو ما اعتبرته السلطات الجزائرية تصرفاً «استفزازياً». فكان القرار الحاسم بطردها نهائياً.
ورغم ارتكاب «نسمة تي في» بعض الأخطاء، فإن المغالاة في ردة فعل السلطات الجزائرية لا مبرر لها سوى عدم تقبّلها بروز قناة تونسية وأخرى مغربية هي «ميدياسات1» قادرتين على اكتساح شريحة كبيرة من الجمهور الجزائري. وهو على ما يبدو لم يعجب السلطة الجزائرية قط.