لم تمرّ زيارة البطريرك نصر الله بطرس صفير إلى عكار أول من أمس على خير. نشب خلاف بين فريق عمل المحطتَين «المسيحيَتين» حول أحقية كل طرف في نقل القداس
ليال حداد
مجدداً، عاد الصراع بين محطتَي mtv و«المؤسسة اللبنانية للإرسال» ليظهر إلى العلن. لكن هذه المرة مباشرة وبوضوح، من دون أن يسعى أي من الطرفَين إلى إخفائه. أما سبب المواجهة الجديدة، فكانت زيارة البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير إلى منطقة عكار (شمال لبنان) أول من أمس. وكانت mtv قد بدأت الترويج لهذه الزيارة، قبل أكثر من أسبوع عبر الإعلانات والريبورتاجات الخاصة، لتعلن لاحقاً أنها اتفقت مع المنظمين على الحصول على الحق الحصري لنقل القداس الذي سيقيمه صفير في عكار. غير أن مصوّري «تلفزيون المرّ» تفاجأوا بوجود كاميرات خاصة بـ lbc داخل «كنيسة سيدة الغسّالة العجائبية»، تستعدّ لنقل القداس. «على ما يبدو، فإنّ فريق عمل mtv لم يعجبه الأمر، فبدأ باستفزاز فريقنا» يقول مصدر من مكتب الشمال في lbc. ويشرح المصدر الذي كان حاضراً على الأرض ما جرى، «كانوا يتصرّفون صبيانياً. نزعوا مراراً الميكروفون الذي يحمل لوغو المحطة، كما كانوا يشوِّشون على الكادر الذي كان مصوّرنا يحاول التقاطه».
عندها، طلب فريق mtv من فريق «المؤسسة اللبنانية للإرسال» الابتعاد لأنهم يملكون الحق الحصري لنقل القداس، «كيف يتكلمون بهذا الشكل، هل البطريرك مطرب في «روتانا» ليتحدّثوا عن الحصرية؟» يسأل المصدر في lbc.
غير أنّ كل ما جرى على الأرض انحصر في عكار، دون أن يدرك جمهور القناتَين الاستفزازات المتبادلة بين الطرفَين. لكن في نشرة الأخبار المسائية، على شاشة mtv، أعنلت مذيعة النشرة فيوليت خير الله، مع انتهاء التقارير الخاصة بالزيارة، أنّ ««المؤسسة اللبنانية للإرسال» أقدمت على إدخال كاميراتها عنوة إلى كنيسة كان البطريرك الماروني نصر الله صفير يقيم الصلاة فيها خلال جولته على منطقة عكار في شمال لبنان، وقامت بالنقل المباشر، رغم أن منظمي الجولة البطريركية كانوا اتفقوا مع «أم تي في» على حصرية النقل». وتابعت خير الله: «هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها «المؤسسة اللبنانية للإرسال» بخطوة من هذا النوع. في عام 2000 وفي ظل النظام الأمني الذي كان مهيمناً في ذلك الوقت، أدخلت «أل بي سي» كاميراتها عنوة إلى إحدى الكنائس في بيروت أثناء إقامة ذكرى الرئيس بشير الجميل مخالفة اتفاقاً بين أصحاب الذكرى ومحطة «أم تي في»».

هل صفير مطرب في «روتانا» ليتحدّثوا عن الحصرية؟

ورغم حدّة هذه اللهجة وما رواه جميع الذي رافقوا زيارة البطريرك، أصرّت المصادر الرسمية داخل المحطتَين على نفي حصول تلاسن بين فريقَي العمل على الأرض. ويقول مدير الأخبار في mtv غياث يزبك لـ«الأخبار» «كنّا سنشارك في القداس مع كل المحطات التي تطلب منّا ذلك، ولكنّنا قلنا لـ lbc إنّه عليهم أن يطلبوا ذلك، بالوسائل الحقيقية، ولكنهم رفضوا». غير أن مصدراً من «المؤسسة اللبنانية للإرسال» ينفي ذلك، مؤكداً أنّه «في الساعات الأخيرة التي سبقت زيارة البطريرك، رفضت mtv مشاركة نقلها المباشر مع أي محطة». ويشير المصدر إلى أنّ هناك عرفاً تلفزيونياً يقضي بأن كل محطة تتمتّع بحق حصري لنقل حدث معيّن، تقوم بمشاركته مع باقي القنوات «وهو ما رفضته mtv».
ورغم أن طرفَي الخلاف نفيا أن يكون لما حصل في الشمال أي علاقة بالصراع القائم بين المحطتَين منذ إعادة إطلاق mtv، فإنّ المنافسة المحتدمة بين الطرفَين على استقطاب الجمهور المسيحي خاصة، لم تعد خافية على أحد. حتى الساعة، يبدو أنّ mtv تعرف جيداً كيف تدغدغ مشاعر بعض المسيحيين، من خلال البرامج والتقارير ومن خلال العودة مراراً إلى لغة اليمين المسيحي، التي أطلقتها lbc في ثمانينيات القرن الماضي.