في آذار (مارس) الماضي، قصد الإعلامي الأردني الأراضي الفلسطينية لإجراء مقابلة مع محمود عباس، لكن زيارته امتدت، ليعود محمّلاً بشهادات المقدسيين وصور عن عذاباتهم اليومية
صباح أيوب
كان مقرراً أن يُجري مهنّد الخطيب مقابلة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، ثم يعود إلى بيروت ليستكمل تقديم برنامج «رادار 360» على شاشة «أخبار المستقبل». لكن ما شاهده الإعلامي الأردني خلال تنقّله بين رام الله والقدس في أواخر آذار (مارس) الماضي، أبقاه هناك لفترة أطول وأجبره على حمل كاميراته ليلتقط لحظات من حياة المقدسيين اليومية ويجمعها في شريط مصوّر: انتظار لساعات في صفّ العبور إلى القدس، واستفزازات، وسحب هويات، ومضايقات من المستوطنين، وتضييق على التجار، وإغراءات لبيع الأراضي، وهدم بيوت الفلسطينيين واحتلالها، ومواجهات عنيفة، ومقاومة مستمرة... «القصّة ليست عند المسؤولين، بل عند الناس»، يقول الخطيب لـ«الأخبار». لذلك، مدّد إقامته أسبوعين تنقّل خلالهما بين أحياء القدس القديمة، وسلوان، ومخيم شعفاط، ورام الله ناقلاً معاناة الفلسطينيين كما لا نراها عادة في التقارير الإخبارية السريعة.
«يوميات مقدسية... مفكّرة مراسل» هو عنوان الفيلم الذي سيعرض الليلة على شاشة «أخبار المستقبل» مفتتحاً سلسلة من المحطات الخاصة بذكرى النكبة. «الفيلم ليس وثائقياً. هو لا يتقيّد بمعايير العمل الوثائقي» يوضح الخطيب. ويؤكد أن العمل لن يتضمن آراء محللين وخبراء بل سيفتح المجال أمام الناس ليرووا قصصهم على طريقتهم. يقسّم الفيلم إلى محاور وفق توزّع المناطق جغرافياً. مثلاً، هناك محور عن الحي العربي، وحي الشرف (الذي يسمى الآن حي اليهود) في القدس القديمة، وعن سلوان المهددة بالزوال، ومخيم شعفاط في الضواحي... أهالي الأحياء سيتحدثون عن وصول العائلات اليهودية التي بنت منازلها فوق منازلهم ودكاكينهم في القدس وبدأوا بمضايقتهم... أم محمد مثلاً كادت تقتل في باحة منزلها بعدما رمى عليها المستوطنون حجراً كبيراً. مقدسي آخر سلبه الإسرائيليون منزله وسكنوا فيه عنوة، وسكان حيّ بكامله انقلبت حياتهم بعدما بُنيت مدرسة لليهود المتشددين فوق أحد منازل حيّهم. ويروي هؤلاء كيف تُعرض عليهم يومياً شيكات مفتوحة للتخلي عن ممتلكاتهم للمستوطنين.
ينتقل مهنّد إلى حي اليهود ليقابل صاحب آخر فرن عربي فيه. يروي هذا الأخير تاريخاً من جور الاحتلال ويخلص: «ما من قوّة تستطيع إخراجنا من هنا»! وقد تمكّن الخطيب من تصوير يوم من المواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية بعد قرار إقفال المدينة: الكلّ يهتف بشعارات ضد إسرائيل ويصرخون بوجه العناصر المدججة بالسلاح، التي سيُظهر الشريط مدى خوفها وارتباكها في تلك اللحظات.

برمجة خاصّة تحمل عنوان «62 عاماً وتبقى فلسطين القضية»

ثم تنتقل الكاميرا إلى معاناة من نوع آخر، في حياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيم شعفاط الذي يضمّ حوالى ثلاثين ألف لاجئ، بينما الخدمات المتوافرة لا تكفي سوى ثمانية آلاف. ويظهر الشريط الوضع المأساوي الذي يعيش فيه سكان المخيم، فيما تشهد المستوطنات توسعاً كبيراً وسريعاً.
الحياة المقدسية ستمرّ على شاشاتنا الليلة على وقع موسيقى «تريو جبران»، كما سيتضمن الفيلم لقطات مصوّرة فوتوغرافياً التقطها المعدّ بنفسه. من جهة أخرى، تقدّم «أخبار المستقبل» ذكرى النكبة ببرمجة تحمل عنوان «62 عاماً وتبقى فلسطين القضية». وتتضمّن مجموعة تقارير إخبارية، وأفلاماً وثائقية، وبرامج حوارية لم تتضح صيغها النهائية بعد. لكن الهدف منها هذا العام، كما تشرح منسقة البرامج غير السياسية في المحطة ديانا مقلّد، هو «الخروج من الإطار المأساوي لصورة الفلسطيني والتركيز على النواحي الأخرى من حياته، كالإضاءة على النخب ورصد الحياة الثقافية....».


الليلة 21:00 على «أخبار المستقبل» تليه حلقة خاصة عن النكبة