أول ما يصادفك لحظة دخول المعرض هو تابوت تسكنه لوحة الجدة مريم وما بقي من أدواتها، كالحصير وأوان نحاسية توزعت على الأرض بين اللوحات. بدلاً من تعليقها على الجدار، ارتأت زهراء توزيع لوحات معرضها العشر على أرضية الصالة بعدما وضعتها في توابيت. ووسط مهرجان الألوان التي انفلشت على لوحات صوّرت نساء في مختلف الوضعيات، وقفت زهراء بجلابية خضراء من التراث، تشعّ عيناها وهي تتقمّص حكايات العائلة.
«جسّدت لوحاتي نساءً حقيقيات عشن مع جدتي. أبرزت هوية كل امرأة في ذلك البيت من تلك التي تتمتع بقوة شخصيّة وتمرّد ما إلى المرأة الانقيادية والضعيفة، وهي السمة الغالبة على نساء مجتمعنا!»، ثم سرعان ما تنتقل هذه التشكيلية السعودية إلى الحاضر: «لقد طردوني من حفلة افتتاح معرضي الأول، ولم تشفع لي مشاركاتي الدولية والمحلية والجوائز التي حصدتها، بحجّة أنّه ممنوع على نساء أن يحضرن بين الرجال! قالوا لي: الحريم برا. بل إنّ المسؤول عن صالة العرض هدّدني باستدعاء المباحث وقال إنّها
طُردت الفنانة من افتتاح معرضها... لأنّها امرأة
منذ عام 1997، شاركت زهراء في عدد من المعارض التشكيلية، من بينها معارض «الأيام الثقافية السعودية» التي أقيمت في كل من الجزائر وتركيا وروسيا عام 2007، كما شاركت في السنة نفسها في «معرض صالون الشباب» في الدوحة. وهي هنا استخدمت الاكريليك مع بعض اللطخات الذهبية والزخارف والألوان الترابية في إشارة إلى ماضي الجدة ومزجتها بألوان عصرية كالأحمر في إشارة إلى الأحفاد.
تقول: «لقد حاولوا إفشال معرضي الأول. وتذرّعوا بتزامنه مع المونديال، فأقفلوه أغلب أوقات الدوام. تقصّدت وضع أولئك النسوة في توابيت. لن أعلّق لوحاتي على جدران إلا خارج القطيف، أو فلتبقَ صورةً صادمةً تبيّن وضع النساء في مجتمعي، وكيف عوملتُ فقط لأنني امرأة».