«أسبوع النقاد» وصل إلى بيروت
سناء الخوري
السينما الآسيويّة حضرت بقوّة في «مهرجان كان» الأخير: سعفة ذهبيّة للتايلاندي أبيشاتبونغ ويراسيتاكول عن «العم بونمي»، وجائزة أفضل سيناريو للكوري الجنوبي لي شانغ دونغ عن «شِعر»... لم يختلف الأمر في «أسبوع النقاد» إحدى أهم التظاهرات الموازية لـ«كان». ثلاثة من أصل سبعة أفلام طويلة مشاركة جاءت من الشرق الأقصى. بعد يومين سيكون في وسع الجمهور في بيروت أن يكتشف برنامج تلك التظاهرة التي تشرف عليها «نقابة النقاد السينمائيين في فرنسا» منذ عام 1962.
الاستعادة اللبنانية لـ«أسبوع النقاد 49»، يبادر إليها «المركز الثقافي الفرنسي» للسنة السادسة على التوالي، بالتعاون مع «بيروت دي سي» ومؤسسة Cultures Frances. هكذا تعرض سينما «متروبوليس أمبير صوفيل» سبعة أعمال روائية طويلة وسبعة أفلام قصيرة شاركت في التظاهرة. ابتداءً من الأربعاء 30 حزيران (يونيو) الحالي سنكتشف أعمالاً أنجزت بميزانيّات ضئيلة، معظمها بواكير أصحابها. يواصل «أسبوع النقاد» هنا مهمته الأثيرة في إطلاق سينمائيين شباب. مهمة مارسها طيلة نصف القرن الماضي، وكان لها الفضل في اكتشاف برناردو برتولوتشي، وكين لوتش، ومرزاق علواش، وأليخاندرو غونزاليس إيناريتو، وهاني أبو أسعد، ...
هذا العام، كانت «الجائزة الكبرى» من نصيب «أرماديللو» للدنماركي جانوس متز (1974)، وهو أول وثائقي يشارك في التظاهرة منذ عام 1990. على حدود الواقع والخيال، يعالج الشريط البارانويا التي تجتاح الجنود الغربيين في أفغانستان. الفيلم العابق بفجاجة الحرب ليس أكثر الأعمال المشاركة عنفاً. شريط Bedevilled للكوري الجنوبي شول سو جانغ (1974) يأتي مليئاً بالدماء، وبالعنف الجنسي والمعنوي. شابة على جزيرة نائية يغتصبها الرجال وتستعبدها النساء، فتقرر قتل الجميع. السويديان أولا سيمونسون وجوهانس ستيارن نيلسون (1969) اخترعا مفهوماً هزلياً للعنف. في «صوت الضجّة» شرطي يلاحق فرقة موسيقيّة تريد إنجاز مقطوعة من أجواء القيامة، وتقرر أن تجعل من المدينة كلّها «آلة» تعزف عليها.
تعرض هذه الأعمال الطويلة، إلى جانب سبعة أفلام قصيرة تخيّم عليها الأجواء التجريبيّة وبينها شريطَي تحريك. عوالم ذات حساسيّة عالية تمتدّ أيضاً إلى بعض الأعمال الطويلة، لتبلغ ذروتها مع فان دانغ دي (1976). المخرج آت من فييتنام

غياب عربي بعد فوز نسيم عماوش العام الماضي

لينتصر «إيروتيكياً وسياسياً للأنثى». شريطه «بي، لا تخف!» يلاحق بي ابن السابعة في أحياء هانوي. وعلى الهامش، يختار أن يروي علاقة والد بي الشهوانيّة بمدلّكته، وشبق عمّته الذي ينصبّ على شاب يافع تلتقيه في الباص. عمل يصوّر الرغبات برهافة تقارب الشعر. المشاركة الآسيويّة الثالثة تدور في ميدان التاريخ والذاكرة. في Sandcastle بو جونفنغ (1985)، يحاول شاب في الثامنة عشرة اكتشاف ماضي والده الذي شارك في معارك استقلال سنغافورة في الستينيات.
مراهقو الجزء الآخر من العالم مشغولون بهموم أخرى. هذا على الأقلّ ما يبدو في Belle Epine شريط الافتتاح (9:00 مساء، 30/6). العمل الذي يعرض بحضور مخرجته الفرنسيّة ريبيكا زلوتوفسكي (1980)، بورتريه لبرودانس ابنة السابعة عشر وبحثها الحثيث عن إثارة ما في مطلع الثمانينيات الفرنسيّة، دافعة بنفسها إلى حلبة للدراجات الناريّة. مغامرات المراهقين على الطريقة الأميركيّة يتطرّق إليها دافيد روب ميتشل (1974) في The Myth of American Sleepover.
الأبطال المراهقون هم الحاضر الأقوى إذاً في «أسبوع النقاد 49»، فيما تسيطر النبرة الواقعيّة على معظم الأعمال رغم بعض النفحات الشاعريّة والفانتازيّة. وحده الغياب العربي عن هذه الدورة يجعلنا نفتقد دورة العام الماضي التي شهدت فوز الجزائري نسيم عماوش بـ«الجائزة الكبرى» عن باكورته «وداعاً غاري».


9:00 يومياً، من 30 الحالي حتّى 12 تموز (يوليو) المقبل ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (بيروت) ـ للاستعلام: 03/533710
www.metropoliscinema.net