إلهام شاهين، وليلى علوي، ونور الشريف، وهند صبري، وغادة عبد الرازق... نجوم مصر جاهزون لشهر الصوم، عكس التوقعات التي رأت أنّ الموسم لن يكون واعداً. والنتيجة مسلسلات يغلب عليها الطابع الاجتماعي
القاهرة ــ محمد عبد الرحمن
أكثر ما يميّز الصورة الرمضانية في مصر هذا العام، هو إصرار المنتجين على الحضور في السوق الدرامية بالزخم نفسه الذي كان موجوداً في السابق. ويأتي ذلك رغم التوقعات المتشائمة التي انطلقت العام الماضي بالتزامن مع الأزمة المالية العالمية. يومها انتشرت أخبار عن أنّ الإنتاج الدرامي سيتراجع عام 2010 بعد خسائر رمضان 2009.
والواقع أن بعض المسلسلات توقّف تصويرها لأسباب إنتاجية، أبرزها «هز الهلال يا سيّد» لممدوح عبد العليم. وكان العمل قد توقّف بعد انطلاق تصويره إثر فشل الشركة المنتجة في تسويقه. والعمل الثاني هو «مملكة الجبل» لعمرو سعد، الذي لم يبصر النور بسبب خلاف بين المخرج مجدي أحمد علي والمنتج ممدوح شاهين على عدم توفير بعض الأدوات الإنتاجية. كذلك، تسببت الخلافات في تجميد مشروع «الضاحك الباكي» الذي يروي قصة حياة نجيب الريحاني. ولا يزال «مداح القمر» عن سيرة بليغ حمدي مجمداً للعام الثالث على التوالي.
لكن الصورة ليست سوداوية كما توقّع بعضهم؛ إذ حصلت مسلسلات النجوم الكبار لهذا العام على فرص تسويق مبكرة مثل «شيخ العرب همام» ليحيى الفخراني وسيعرض على قناتَي «الحياة» و«أبو ظبي». ويروي العمل قصة قائد شعبي عاش في صعيد مصر قبل 200 عام. أما مسلسل يسرا «بالشمع الأحمر»، فسيعرض على «دبي» و«التلفزيون المصري». وتؤدي يسرا هنا دور طبيبة شرعية. من جهته، بدأ نور الشريف تصوير الجزء الثالث من «الدالي» الذي يروي سيرة رجل أعمال مصري ويجري تصويره بين القاهرة ولندن.
هذا التفاوت في مضامين مسلسلات النجوم الثلاثة يتكرر على مستوى الصورة الكاملة للدراما المصرية هذا العام. ويمكن القول إنّه ليست هناك قضية تسيطر على توجّهات المؤلفين والمخرجين، بل أفكار جديدة تفرض نفسها. وينفرد مسلسل «الجماعة» بالجمع بين الطابع السياسي والديني والاجتماعي في رواية تاريخ الإخوان المسلمين في مصر، فيما يسيطر الطابع الاجتماعي على أكثر من 80 في المئة من مسلسلات هذا العام.
حصلت مسلسلات النجوم كيسرا ويحيى الفخراني على فرصة التسويق المبكر
مثلاً يظهر جمال سليمان مع بسمة في «حضور وانصراف» الذي يناقش علاقات الأبطال الاجتماعية والدينية في مجتمع يعاني تغييرات حاسمة، تجعل المقارنة واضحة بين مصر الستينيات ومصر الآن. كذلك تجسد غادة عادل شخصية فتاة تنجح في الحصول على فرصة النجومية، لكنها تكتشف عالماً مغايراً عندما تقف تحت الأضواء في مسلسل «فرح العمدة». وهي أول بطولة مطلقة للفنانة الجميلة. بينما يجسّد شريف منير في «بره الدنيا» شخصية مريض نفسي يخرج من المستشفى بعد سنوات، وتتعلّق به طفلة صغيرة فتضطر والدتها إلى التقرّب منه. وتتطوّر الأحداث فيتعرّض لصدمة تجعله يستعيد توازنه العقلي من جديد ليواجه أزمة التعامل مع الحياة.
وسنشاهد في رمضان أيضاً «العار» المأخوذ عن الفيلم الشهير ويقوم ببطولته مصطفى شعبان وأحمد رزق. إلى جانب مسلسل «اختفاء سعيد مهران» لهشام سليم، وتدور أحداثه حول رجل مبهور بشخصية «سعيد مهران» التي قدمها نجيب محفوظ في رواية «اللص والكلاب». وسيطلّ حسين فهمي في «بابا نور» الذي يكشف كواليس بعض أحزاب المعارضة في مصر. من جهتها، تقدّم إلهام شاهين مسلسل «امرأة في ورطة». وتستمر حكايات ليلى علوي هذا العام مع مسلسلين هما «كابتن عفت» و«الساعة العاشرة». فيما تجسد هند صبري شخصية فتاة تبحث عن زوج طوال ثلاثين حلقة في «أنا عايزة أتجوز».
أما حنان ترك، فتواصل تقديم أدوار البطولة بالحجاب في «القطة العميا» الذي تدور أحداثه حول المحامية نجاة عبد الرحمن التي تواجه أزمات عدة. ويستمر خالد صالح للعام الرابع في «موعد مع الوحوش». فيما يقدم صلاح السعدني دراما عن سرقة الآثار في مسلسل «بيت الباشا» الذي تدور أحداثه في الأربعينيات. أما مسلسل «الحارة» فيعتمد على البطولة الجماعية والمكان بطلاً للأحداث. وإلى جانب الأسماء السابقة، هناك عدد من أصحاب التجربة الأولى أو العائدين بعد غياب. كذلك سنشاهد الأعمال الكوميدية، من خلال مسلسل «يوميات ونيس 7» لمحمد صبحي، و«ماما في القسم» لسميرة أحمد، ومحمود ياسين. ويروي العمل قصة سيدة تحبّ إثارة المشاكل بسبب اعتراضها على سلبيات المجتمع. إضافة إلى «اللص والكتاب» لسامح حسين الذي قدم نفسه لأول مرة العام الماضي مع مسلسل «عبودة ماركة مسجلة».
أما اللافت فهو انحسار مسلسلات الـ«سيتكوم» هذا العام. إذ جرى التراجع عن إنتاج الموسم الخامس من مسلسل «تامر وشوقية»، والموسم الثالث من «العيادة» لتخلو الساحة للموسم السابع من «راجل وست ستات». فيما يُعدّ مسلسل «ملكة في المنفى» لنادية الجندي الوحيد الذي يروي سيرة شخصية تاريخية، إلى جانب مسلسل الجاسوسية «كنت صديقاً لديان» لتيم حسن.